يزداد إقبال الموريتانيين على الاحتفال بعيد الحب الذي يصادف الرابع عشر من فبراير، سنة تلو الأخرى، حيث يحرص الكثيرون على تقديم الهدايا والورود لـ"نصفهم الآخر"، في حين يرى البعض أن هذه العادة "دخيلة" على المجتمع وليست من صميم التقاليد المحلية.

مساء الثلاثاء الماضي، أي قبل يوم من عيد الحب في نواكشوط، ركن بكار ولد محمد، ذو 26 عاما، سيارته أمام أحد محلات الهدايا بنواكشوط، رغم الجو الماطر، لأجل اقتناء هدية خاصة، بمناسبة عيد الحب.

واختار بكار الذي دأب على الاحتفال كل عام بهذه المناسبة، سلة على شكل حرف السين "الحرف الأول من اسم شريكته" محشوة بالشوكلاتة، وبعض الهدايا النسائية الأخرى، لتقديمها كهدية.

ويضع بكار الهدية التي كلفته ثمنا مرتفعا، في الجانب الخلفي من السيارة، قبل أن يقول لموقع "سكاي نيوز عربية"، "من غير المعقول أن تمر مناسبة كهذه دون أن تخلد، الفلانتاين شيء جميل ومقدس بالنسبة لي، كما أنه بمثابة تجديد العهد والمحبة بين الطرفين، ولا أرى حرجا في الاحتفال به".

وتابع محمدلست مكترثا بالأسباب وراء تخليده، لكن كنت أخلده كل عام، وسأواصل الاحتفال به مستقبلا."

ضيف جديد على التقاليد

في كل عام من ذكرى "الفلانتايين"، يطفو على السطح، جدل حول الاحتفال بالمناسبة في موريتانيا، وتضج مواقع التواصل الاجتماعي  بالسخرية من المحتفلين بهذه المناسبة، بتداول صورهم، التي غالبا ماتكون من المدارس.

زيناتي بنت محمد، من مواليد 2004، ترى أن الاحتفال بعيد الحب، لايستحق كل هذا الجدل، لأن الناس أحرار في حياتهم "لم يسبق لي أن احتفلت بعيد الحب، ولست ضد الاحتفال به، فأنا مع كل ما يساهم في نشر ثقافة الحب. صحيح أنه ليس من تقاليدنا، لكن الاحتفال به شيء جميل، و لا أمانع الاحتفال به مستقبلا".

وفي أحد المحلات الخاصة  ببيع الهدايا، تجلس أبيه بنت أحمد رفقة أختيها، وهن يجهزن بعض الهدايا لزبنائهن، قبل موعد الاستلام المقرر مساء.

وتشير أبيه في حديثها لسكاي نيوز عربية ، إلى "أن عيد الحب يشكل مناسبة خاصة من ناحية حركة السوق، ومن ناحية الإقبال".

وتوضح أن "الفئات الشبابية هي الأكثر حضورا في التبضع"، حيث يقتني أغلبها أكواب قهوة تحمل صورا للمعايدين، وسلالا بها عطور، وساعات، وخواتم، بالإضافة إلى أشياء أخرى.

وأبدت أبيه لموقع "سكاي نيوز عربية"، استغرابها من "عدم إقبال المتزوجين على محلها في هذه المناسبة".

"عالم مواز"

وفي عالم افتراضي آخر، تداول رواد موقع "سناب شات"، صورا لاحتفالهم بعيد الحب، وتبادلهم للهدايا فيما بينهم.

كما تداول رواد هذه المنصة التي تضم غالبية المشاهير في موريتانيا، مقاطع من حفلات موسيقية، احتفالا بهذه المناسبة، الأمر الذي يصفه بعض رواد فيسبوك،" بالتقليد الأعمى"، على غرار إسحاق ولد سيدي، الذي يعتبر أن الاحتفال بعيد الحب، "تقليد للغرب، وخروج عن التقاليد".

ويقول إسحاق لموقع "سكاي نيوز عربية"، "الاحتفال بعيد الحب، فيه استفزاز كبير، مؤكدا ضرورة التحذير من الاحتفال به، حتى لا تتبعه الأجيال القديمة.

الخجل

ويرجع البعض عدم احتفال الكثير من الموريتانيين بعيد الحب، إلى الخجل، موضحا أن علاقة بعض الناس بالحب، علاقة مبينة على الخجل، أو خدش في الحياء، بحسب المخرج السينمائي، عبد الرحمن لاهي.

ويقول عبد الرحمن لـ"سكاي نيوز عربية"، "الخوف من الإفصاح عن الحب في موريتانيا شيء طبيعي، فقد سلطت عليه العادات والقيم، حتى تحول إلى خطوط حمراء، والأدب الموريتاني بشقيه الفصيح_الشعبي يتميز بالتكنية عن المحبوب، كما هو الحال مع التبراع لدى النساء".

أخبار ذات صلة

رحيل أشهر موريتانية.. كرست حياتها للمرأة وصنعت مستقبلها
الشهرة والإعلانات يجذبان نجمات التواصل الاجتماعي بموريتانيا