وصلت مجموعة من عناصر الدفاع المدني اللبناني بمبادرة تطوع شخصية، ظهر الثلاثاء، إلى أنطاكيا جنوبي تركيا، بحثاً عن مفقودين لبنانيين ما زالوا تحت أنقاض الزلزال في رحلة وصفها قائد الفريق بأنها مبادرة شخصية غير رسمية.
وكشف رئيس الفريق، يوسف الملاح؛ المعروف بشجاعته في لبنان وسط جهاز الدفاع المدني، في اتصال فجر يوم الأربعاء، مع موقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "تم العثور على جثة الشاب اللبناني إلياس حداد تحت أنقاض فندق كان يقيم فيه لحظة وقوع الزلزال في أنطاكيا فور مباشرة عملية البحث".
وقال الملاح "يؤسفنا أننا عثرنا على إلياس جثة هامدة بعدما دخلنا في مكان صعب جدا داخل الطابق الثاني من مبنى الفندق".
وتابع الملاح "رافقني إلى المكان الشاب اللبناني باسل الذي كان رفقة إلياس في الغرفة نفسها، إلى أن عثر عليه بين الناجين قبل أيام، واستطاع باسل الذي بقي في أنطاكيا للعثور على رفيقه أن يساعدنا على تحديد مكان رفيقه إلياس".
وشرح الملاح مدى صعوبة البحث تحت الأنقاض من دون أدوات مخصصة، وخاصة أن الجدران مهدمة كلياً.
وقال "فتحنا ثقباً في أحد الجدران ووجدنا إلياس تحت الردم".
وتابع "كنا قد وصلنا من بيروت ليلا للبحث عن المفقود إلياس ولبناني آخر هو الشاب محمد المحمد الذي نأمل في العثور عليه، خلال الساعات القليلة المقبلة حيث كان يقيم في الفندق نفسه".
وأضاف" أثناء البحث عثرنا على جثة طفلة سورية تدعى لين قدور استجد اقاربها بنا للمساعدة".
وأوضح الملاح "نحن مجموعة شبان نعمل في الدفاع المدني اللبناني، عددنا 12 شخصاً غادرنا بيروت إلى أنطاكيا على نفقتنا الخاصة وبمهمة إنسانية تلبية لنداء الأهالي، ولدينا الخبرة الكافية للبحث بين الأنقاض ولكن تنقصنا المعدات".
وأوضح الملاح:
• غادرنا لبنان في مهمة غير رسمية نظراً لضيق الوقت.
• تكليف البعثة الرسمية من قبل الدفاع المدني، يتطلب اجتماعات روتينية ووقتاً طويلاً، وانطلقنا بمجهودنا الشخصي لمعرفة مصير اللبنانيين المفقودين.
• أتينا تلبية لنداء من أهالي الشبان المحتجزين تحت الأنقاض في أنطاكيا وصلتنا عبر وسائل التواصل.
• ساعدنا بالوصول إلى أنطاكيا السفير اللبناني، غسان المعلم، الذي عمل على تأمين الطوافات لاختصار الوقت والوصول إلى أنطاكيا ومباشرة البحث عن الناجين والضحايا.
وقال الملاح "كنا في تركيا، الأسبوع الماضي، ضمن وفد رسمي إلى منطقة كهرمان مرعش برفقة الجيش اللبناني ومجموعة من جهاز الإطفاء وعدنا اليوم بعدما وصلتنا مناشدة".
وأردف "ما زال العديد من اللبنانيين من مجهولي المصير في تركيا وفي منطقة مرعش تحديداً".
ما قصة النداء؟
قال شقيق الشاب محمد المحمد الذي ما زال تحت أنقاض الفندق (حتى إعداد هذا التقرير ظهر الأربعاء)، "وجدنا صعوبة في إقناع الفريق المنقذ في أنطاكيا بمساعدتنا، نظرا لشدة الضغط وقلة المعدات وتوقف البحث في الفندق منذ لأيام".
وأضاف منصور المحمد لموقع "سكاي نيوز عربية"، "كان أخي يعمل في الاستيراد والتصدير بين لبنان وأنطاكيا، ويحمل إقامة تركية ونحن من أبناء منطقة العبودية الحدودية في عكار شمالي لبنان أجبرتنا ظروف لبنان على الهجرة".
وتابع" تواصل شقيقي مع خطيبته آخر مرة قبل حدوث الزلزال بساعتين وأخبرها أنه سيذهب إلى المطار باكراً في طريقه إلى لبنان لإقامة حفل زفافه قريبا".
وقال المحمد: "ثمة نقص في المعدات يعاني منه الجميع في أنطاكيا سبق، فاستعنا بفريق متخصص بأجهزة الإشعارات الحرارية حيث حدد لنا وجود 3 أشخاص تحت الأنقاض وكنا بحاجة لإخراجهم".
ودعا المنصور" كل من لديه أقارب وأهل مفقودون للتوجه شخصيا للبحث عنهم، خصوصا أن لا عناوين ولا معالم محددة بقيت في المدينة ولا فنادق، نظرا لشدة الضغط هناك وحجم الكارثة والدمار الهائل".
الخارجية اللبنانية تنشر أخبار اللبنانيين
وليل الثلاثاء، نشرت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان الإحصاءات الواردة من سفارة لبنان في أنقرة حول أعداد اللبنانيين من ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا:
أعداد المتوفين 9 أشخاص؛ نقلت جثامين 3 منهم إلى لبنان، والستة الباقون تم دفنهم في تركيا.
6 أشخاص يرجح أنهم ما زالوا عالقين تحت الأنقاض.
عدد الذين تم تأمينهم والتأكد من سلامتهم 70 شخصا.
عدد الأشخاص الذين تم تداول أسمائهم على وسائل التواصل الاجتماعي على أنهم من اللبنانيين، من المرجح أن يكون قسم منهم من الجنسية السورية أو الفلسطينية: 40 شخصا.