أنهت الأربعاء البعثة الطبية التونسية التي توجهت إلى سوريا منذ أسبوع لدعم مجهودات الإنقاذ والإغاثة في مواجهة تداعيات الزلزال مهامها.
وقالت رئيسة وفد الهلال الأحمر التونسي إلى حلب سهام بن علي في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية" إن تدخلهم شمل إسعاف المصابين في منطقة المشارقة بمدينة حلب، حيث عملوا لساعات متواصلة في الليل والنهار دون انقطاع وبالتعاون مع الهلال الأحمر السوري والجزائري لانتشال الضحايا والجثث من تحت حطام المباني المنهارة، ووصفت الوضع في حلب بالخطير للغاية والمؤسف حيث عثروا على عشرات الضحايا تحت الأنقاض.
وأكدت بن علي أن الناجين من الزلزال المدمر في حاجة للدعم الإنساني، داعية التونسيين لإرسال المساعدات العينية من أدوية وأطعمة وأغطية لفائدة الجرحى في المستشفيات و الناجين في الخيام.
وتابعت مسؤولة الهلال الأحمر التونسي حديثها عن المهمة في سوريا قائلة: "فريقنا سبق وأن تلقى تكوينا دوليا في طرق التدخل العاجل خلال الأزمات والكوارث، وقد اجتهدنا في دعم جهود الإنقاذ في حلب رغم أن الفاجعة كانت كبيرة على السوريين الذين فقدوا أهاليهم وتهدمت منازلهم وعاشوا ساعات طويلة من الخوف و الرعب وبات المئات منهم في العراء تحت درجات حرارة منخفضة".
إلى ذلك دون الطبيب المختص في الإنعاش، سمير عبد المومن، على صفحته الخاصة على فيسبوك بأنهم "يودعون سوريا بكثير من المحبة والتقدير من الشعب السوري لتونس وأنهم كانوا أول فريق طبي من الخارج يدخل حلب بعد 12 عاما من الحصار".
ويشار إلى أن البعثة الطبية التونسية لدعم سوريا على إثر الزلزال المدمر ضمت إطارات صحية بينهم أطباء مختصين في الطب الإستعجالي وجراحة العظام والطب النفسي وإطارات شبه طبية ومختصين في الإنعاش الطبي والتخدير وإطارات وأعوان من الدفاع المدني وعدد من متطوعي الهلال الأحمر.
من جهتهم، أفاد مسؤولون في فريق الدفاع المدني التونسي المرسل إلى حلب في تصريحات صحفية بأنهم أمنوا انتشال مايقرب عن 30 جثة في مواقع مختلفة وقد استغرقت عملية البحث في بعض المواقع أكثر من 40 ساعة بسبب حجم الدمار الذي خلفه الزلزال.
وقد ضم فريق الإنقاذ الذي تولى مهام البحث عن ضحايا الزلزال المفقودين تحت الأنقاض 20 عنصرا من الدفاع المدني مزودين بمعدات متطورة في أول مهمة لهم خارج تونس منذ حصولهم في يونيو 2022 على شهادة الاعتراف الدولي للاستجابة لنداءات الإغاثة في حالات الكوارث الطبيعية.
والجدير بالذكر أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، كان قد أشاد على هامش زيارة أداها لتفقد المناطق المتضررة من الزلزال في مدينة حلب السورية بما يبذله الفريق الطبي التونسي من جهود في سبيل تقديم المساعدات الطبية إلى ضحايا الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا كما أطلق نداء إنسانيا لجمع 43 مليون دولار لدعم جهود الاستجابة في سوريا وتركيا.