يترقبُ أفراد الجاليةِ السورية في الجزائر يوميا أخبارا عن أهاليهم وأقاربهم، بعد الزلزال الذي ضرب مناطقهم في سوريا .
ويتعذّرُ على 40 ألف سوري، وهو عدد أفراد الجالية المقيمة بالجزائر، من الوصول إلى أخبار دقيقة بسبب انقطاع الاتّصالات وشح المعلومات بشأن الضحايا والمفقودين.
لا وصال إلا عبر الاتصال بين أفراد من الجالية السورية في الجزائر وأهلهم في سوريا منذ أيام وبسبب كارثة الزلزال. تنحبس الأنفاس المعلقة بحبال الامل عند كل رنين هاتف لتتأرجح بين اعداد المفقودين والمنتشلين الأحياء منهم والأموات.
تعداد الموتى لا يتوقف عبر شاشات الأخبار . كعداد الزمن هنا الذي يعيد نفسه كل يوم مع أكثر من أربعين ألف شخص سوري في الجزائر.
يقول ممثل عن الجالية السورية في الجزائر، باسم عبد الولي: "هناك الكثير من العائلات السورية في الجزائر هنا فقدت أقاربها وأباءها وأمهاتها وإخواتها يعني كارثة بكل المقاييس".
ويضيف باسم عبد الولي لـ"سكاي نيوز عربية" "أعرف أحد أصدقائي فقد 28 شخصا من أقاربه.. هذا وضع مأساوي بكل معنى الكلمة تعيشه الجالية السورية في الجزائر".
قصص كثيرة لحالات موت أليمة يتلقاها أفراد الجالية الذين قدموا إلى الجزائر عام 2011. معظمهم قد لا يستطيع رؤية أو دفن أحباءه، وآخرون ربما بسبب تقطع السبل بفعل الزلزال أو حتى بسبب الحالة المادية البسيطة التي لا تمكنهم من الحصول على تذكرة سفر.
من رحم مأساة الهجر لبلدهم الأم سوريا، مأساة أخرى بنفس رائحة الدمار الذي فروا منه، لكن هذه المرة دمار طبيعي أتى على ما أهل وأحبة وما بقي من ديار.
الكارثة الطبيعية التي أصابت سوريا، أحدثت تعاطفا كبيرا من قبل الشارع الجزائري الذي اعتاد على استضافة مواطنين سوريين منذ اثنتي عشرة سنة.
هبة تضامنية وجمع للتبرعات ودعم نفسي ومؤازرة لا يتوانى المواطن الجزائري عن تقديمها لمن هو في حاجة لها.