من بين أكثر المناطق تضررا من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، هي بلدة جنديرس الواقعة في ريف منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا، والتي باتت منكوبة .

الأكثر دمارا والأقل جاهزية

حيث تفيد المعلومات والأرقام الواردة من هناك إلى أن أعداد الضحايا هي بالمئات والجرحى والمفقودين بالآلاف، وأن كثيرين ربما لا زالوا أحياء تحت الأنقاض، لكن بفعل ضعف إمكانيات فرق الإنقاذ وقلتها لا يمكن الوصول لهم واخراجهم .

أرقام صادمة

ووفق آخر حصيلة كشفتها السلطات المحلية في جنديرس، فقد ارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 756 قتيل، فيما يقدر عدد العائلات التي ما زالت عالقة تحت الأنقاض بنحو 90 عائلة.

أما عدد الأبنية المهدمة بالكامل فقد وصل إلى 257 مبنى، وعدد الأبنية المتضررة بلغ 1100 مبنى. كما كشفت السلطات أن نحو 2700 عائلة هي من دون مأوى وخدمات، في ظل ظروف جوية قاسية.

وما يزيد المشهد قتامة في جنديرس وفق المنظمات المدنية والحقوقية، هو عدم توفر دعم إغاثي ولوجستي كاف للبلدة المدمرة، في ظل انهيار الخدمات الأساسية وحاجة السكان للغذاء والماء والدواء.

ومع مرور الوقت ومضي 5 أيام على وقوع الزلزال الكبير، تتضاءل آمال الوصول لناجين في جنديرس، تحت حطام المباني والمنازل المهدمة فوق رؤوس سكانها.

في الأثناء، أصدر مجلس الوزراء السوري، اليوم الجمعة، قرارا تعد بموجبه المناطق المتضررة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب، نتيجة الزلزال الذي أصابها مناطق منكوبة.

أخبار ذات صلة

من تحت الأنقاض.. هكذا أصبحت الهواتف قوة منقذة للحياة
بعد الزلزال الكبير.. ما حجم الخسائر وكم ستكلف إعادة الإعمار؟

دمار "نووي"

وفي تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، حذر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، من أن:

  • جنديرس باتت أشبه ببلدة ضربت بقنبلة نووية سوتها بالأرض، وهو ما يثبته حجم الدمار الهائل وعدد الضحايا الكبير، وسط محدودية إمكانيات فرق الانقاذ وعجزها عن التعامل مع هكذا كارثة.
  • عشرات البيوت والمباني المهدمة تماما، لم يتم بعد إزالة أنقاضها وما قد تضمه من ناجين وجثث، بسبب قلة المعدات والآليات الثقيلة والفرق المتخصصة.

مأتم في كل بيت

فيما يقول فرهاد يونس، وهو من أهالي البلدة المنكوبة، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:

  • جنديرس باتت شبه مدمرة مع الأسف، بفعل كارثة الزلزال هذه التي راح ضحيتها نسبة كبيرة من أبنائها والمقيمين فيها، حيث لا يوجد تقريبا بيت جندريسي واحد، إلا وقد فقد أفرادا منه، بل والأكثر إيلاما أن ثمة عائلات وأسر بأكملها أبيدت جراء هذا الزلزال الرهيب.
  • حيث راح ضحيته مثلا فقط من أبناء عمومتنا وأقربائنا 4 عوائل، فضلا عن عشرات الأسر والأفراد من الجيران والأصدقاء والمعارف.
  • ما يزيد الألم ووقع الصدمة علينا، أن هذه الفاجعة كان يمكن تخفيف وطأتها لو كان هناك فرق ومعدات كافية للإنقاذ، ورفع الركام عن الضحايا ممن كانوا أحياءا تحتها وقضوا بسبب ذلك.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد حذر في وقت سابق من أن "مئات العائلات من أبناء مدينة جنديرس والمهجرين إليها في منطقة عفرين عالقين تحت الأنقاض بعد انهيار نحو 90 بناء بشكل كامل، حيث تم مساعدة العشرات من العالقين بينما لا يزال الكثير تحت ركام الأبنية المهدمة، وعدد المفقودين والضحايا والجرحى حتى هذه اللحظة غير معروف".

وأضاف أن "الإمكانيات ضعيفة بالنسبة لفرق الإنقاذ والفرق الطبية ضمن مناطق سيطرة النظام و المعارضة، وسط نداءات استغاثة من قبل الأهالي للجهات الدولية بالتدخل الفوري، ومد يد العون في ظل هذا الكارثة الإنسانية".

وأكد مواصلة "فرق الإنقاذ بجهود محدودة انتشال المزيد من الجثث في مدينة جنديرس، ولكن حجم الكارثة الإنسانية أكبر بكثير من قدرة فرق الإنقاذ، بينما حصيلة عدد الضحايا ترتفع بين لحظة لأخرى، في ظل وجود العشرات من الأبنية السكنية مهدمة بشكل كامل".

أخبار ذات صلة

بعد الزلزال المدمر.. الكوليرا تهدد تركيا وسوريا
الرئيس السوري يتفقد أضرار الزلزال في حلب

حصيلة ترتفع باستمرار

وفي آخر حصيلة لضحايا الزلزال، كشف وزير الصحة السوري حسن الغباش، أن عدد القتلى وصل إلى 1347 والجرحى بلغ عددهم 2295، وهي حصيلة تشمل فقط المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة السورية .

فيما يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد الضحايا في عموم الأراضي السورية يزيد عن 4 آلاف قتيل وآلاف من الجرحى.