قال مسؤول كبير في الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال الذي وقع الإثنين وأودى بحياة أكثر من 1440 في البلاد وترك الملايين في حاجة إلى المساعدة.
وفي حديث لـ"رويترز"، قال المصطفى بن لمليح المنسق المقيم للأمم المتحدة في مقابلة عبر رابط فيديو من دمشق "البنية التحتية متضررة والطرق التي اعتدنا استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس لكننا نعمل بجد".
وأشار بن لمليح إلى أن العديد من الذين دُمرت منازلهم يقضون الليل في العراء أو في السيارات في أجواء شديدة البرودة دون الحصول على المواد الأساسية.
وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل على الإسراع بحشد جميع المساعدات الممكنة للمناطق المتضررة.
وتابع بن لمليح قائلا: "مهما كان لدينا من سبل المساعدات والأموال، فإننا نستخدمه في الوقت الحالي. ونأمل أن نتمكن من تجديده لتلبية الاحتياجات العادية".
وحتى قبل وقوع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات عبر الحدود.
وتقول الأمم المتحدة إن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم إنساني هو الآن أكبر من أي وقت مضى منذ بدء النزاع في هذا البلد سنة 2011، إذ يحتاج 70 في المئة من السكان إلى المساعدة.
مواجهة آثار الزلزال الكبير
أكدت سوريا الإثنين أن أي مساعدات إنسانية تتلقاها لمواجهة تبعات الزلزال ستصل إلى كل السوريين في كافة أرجاء البلاد.
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بسام صباغ للصحافيين في نيويورك، إنه في حال تقديم أي مساعدات لسوريا فإنها ستصل لكل السكان.
وأوضح صباغ بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لنقل طلب الحكومة السورية للمساعدة "نؤكد للأمم المتحدة استعدادنا للتنسيق لتقديم المساعدات الإنسانية لكل السوريين في كافة أرجاء البلاد".
وشدد "نحن مستعدون للعمل مع كل من يرغب بتقديم المساعدة للسوريين في جميع أرجاء سوريا".
وتابع قائلا: "الوصول من داخل سورية متاح، لذا فإن من يرغب بمساعدة سوريا بإمكانه التنسيق مع الحكومة ونحن سنكون على استعداد للقيام بذلك".