اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة الزاوية، غرب العاصمة الليبية طرابلس، الإثنين، أسفرت عن سقوط ضحايا، بعد ساعات من وصول أحد مؤسسي "الجماعة الليبية المقاتلة" الإرهابية، شعبان هدية، المعروف بأبو عبيدة الزاوي، إلى المدينة.
دارت الاشتباكات بين المجموعات المسلحة وسط التجمعات السكنية في منطقتي "ضي الهلال و"أودلا جربوع"، وفق ما ذكرته مصادر أهلية لموقع "سكاي نيوز عربية"، حيث تصاعدت أعمدة الدخان من عدة أماكن في المنطقتين.
استخدمت الأطراف المتحاربة الأسلحة المتوسطة والمدافع المضادة للطائرات بكثافة في المواجهات، بينما لم يتضح بعد الأسباب بشأن اندلاعها بهذا العنف وفي هذا التوقيت، وفق المصادر.
كما تحدثت وسائل إعلام محلية عن سقوط قتيلين على الأقل من بين المدنيين جراء إطلاق النار الكثيف، بينما بدأت طائرات مسيرة في التحليق بسماء المنطقة.
مناشدة الهلال الأحمر
- ناشد فرع جمعية الهلال الأحمر في الزاوية المتحاربين وقف إطلاق النار بشكل عاجل؛ كي يتمكن من الدخول إلى منطقة "ضي الهلال" لإخراج العائلات العالقة.
- خصص الفرع أرقام خطوط ساخنة لتلقي استغاثات للأسر، في الوقت الذي تتواصل جهود أفراده على الأرض لدخول المكان وإنقاذ العائلات.
تحذيرات هيئة السلام
- دعت هيئة السلامة الوطنية المواطنين إلى عدم التحرك والمرور بالشوارع الداخلية في "ضي الهلال"، ومناطق "معهد 24، وثانوية الأمل والشرفاء، والتعليم المركز" إلا للضرورة القصوى.
- يحاول الأهالي في تلك المناطق التواصل مع الهلال الأحمر من أجل إخراجهم، وفق حافظ الشنيتي، حيث إن الاشتباكات التي قد هدأت بعض الشيء لمدة أقل من ساعة، عادت لتزداد حدة مجددا.
استغاثة المستشفيات
- بالتزامن مع تلك المواجهات، أطلقت مستشفيات استغاثات بسبب عدم قدرتها على التعامل مع الوضع الطارئ حاليا، حيث كان مستشفى الكلى بالزاوية الأكثر تضررا؛ فلم يتمكن الكوادر الطبية والطبية المساعدة من الوصول إلى المستشفى.
- اضطر المستشفى إلى وقف خدمات غسيل الكلى للحالات لديه؛ الأمر الذي يعد خطرا داهما على الحالات التي يتعامل معها، وتحتاج إلى إجراء عمليات الغسل بصفة منتظمة وبشكل عاجل حتى لا تتدهور أوضاعهم الصحية.
عودة الزاوي
- وصل أبو عبيدة الزاوي إلى مدينة الزاوية في الساعات الأولى من صباح الإثنين، وسط حراسة المجموعات المسلحة، التي رافقته حتى مسقط رأسه في منطقة الحرشة بالمدينة.
- يخطط القيادي بالجماعة المقاتلة لعقد اجتماع موسع مع قادة المجموعات المسلحة والمليشيات في الزاوية ومدن أخرى بالمنطقة الغربية، بينما أشارت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن هذا الحراك يأتي في محاولة لتشكيل تحالف واسع ببين تلك المجموعات.
- أبو عبيدة الزاوي، المختفي عن الأضواء منذ فترة، وترددت أنباء عن وجوده في إحدى الدول، تترافق عودته لليبيا مع ما يتردد عن احتمال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية نوفمبر المقبل، وما يعنيه هذا من تغيير في خريطة نفوذ المليشيات.
- اكتسب الزاوي، مع حلفائه، نفوذا بعد احتجاجات فبراير عام 2011 التي أسقطت نظام حكم العقيد معمر القذافي؛ حيث أصبح أحد أبرز أمراء الحرب المعروفين في الزاوية والمنطقة الغربية، ومسؤولا عن غرفة عمليات مشتركة للجماعات المسلحة.