في حادثة حريق جديدة في مخيمات النازحين بالعراق، اندلعت النيران في عدد من الخيام بمخيم جمشكو للنازحين بمحافظة نينوى، الواقع في حدود قضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق .
وحسب المعلومات الأولية التي كشفتها الجهات المسؤولة، فقد لقي طفلان شقيقان دون السادسة من العمر حتفهما جراء الحريق، الذي تمكنت فرق الدفاع المدني والإنقاذ من إخماده، والذي هو ليس الأول من نوعه حيث سبق أن شهد المخيم ذاته حوادث حريق مماثلة خلال الأعوام الماضية، ما يجعل هذه الحادثة حلقة في سلسلة حوادث مشابهة تعرضت لها مختلف المخيمات التي تؤوي عشرات آلاف النازحين، من المناطق التي احتلها تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017، في محافظات عراقية عدة مثل كركوك ونينوى وصلاح الدين وديالى .
تكرار وقوع هذه الحوادث يطرح تساؤلات وفق المراقبين حول أسباب ذلك، معتبرين أن من أهم العوامل الاكتظاظ والإهمال والتقصير في الالتزام بمعايير السلامة والأمان في المخيمات، ومطالبين بضرورة غلق ملف النزوح وضمان العودة الكريمة والآمنة للعراقيين النازحين إلى ديارهم ومناطقهم الأصلية التي هجروا منها بسبب داعش .
معاناة على مدى عقد
يقول عضو لجنة الهجرة والمهجرين والنائب السابق في البرلمان العراقي حسين نرمو، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية :
* ببالغ الأسف واضح أن هذه الحوادث الأليمة ستتكرر، حيث نلاحظ كيف أن وتيرتها تزداد خاصة خلال فصلي الشتاء والصيف، والتي قد تنجم عادة عن تماسات كهربائية، أو بفعل انفجار المواقد النفطية البدائية، ما يعني وجوب اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية والتوعوية لتلافي هكذا مآس .
* وهكذا فالجهات المعنية في الحكومتين الاتحادية في بغداد والإقليمية في أربيل، مطالبة بالوقوف جديا على أسباب حدوث مثل هذه الفواجع، التي تحصد أرواح أناس بسطاء هجروا داخل وطنهم، ويعيشون على مدى سنوات طويلة في خيام بائسة، والبحث في سبل تطوير واقع تلك المخيمات الخدمي المتردي .
قنابل موقوتة
ففي ظل غياب ملامح عودة منظورة لهؤلاء النازحين لديارهم وبيوتهم، فإن من الضرورة أقله توفير ولو حد أدنى من متطلبات الأمان والسلامة لهم، في هذه المخيمات التي تحولت لقنابل موقوتة تنفجر بين الفينة والأخرى .
ويبقى الحل الأمثل والجذري هو في العمل على معالجة قضية النازحين هذه، ووقف معاناتهم الممتدة على مدى نحو 10 سنوات، عبر تعويضهم ماديا ومعنويا وتهيئة البيئة المناسبة لعودتهم الكريمة لمناطقهم وضمان أمنهم هناك .
هذا ويوجد في إقليم كردستان العراق، وفق وزارة الهجرة والمهجرين العراقية 27 مخيما، تضم زهاء ثلاثة أرباع مليون نازح عراقي من مختلف المحافظات العراقية الشمالية، وغالبيتهم كانوا قد نزحوا لإقليم كردستان بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، في العام 2014 على مناطق عراقية واسعة، قبل أن يتم دحره في العام 1017 .