في خطوة مبشرة، أعلنت اللجنة العسكرية المشتركة في ليبيا "5+5" استئناف اجتماعاتها منتصف يناير الجاري، بعد توقف دام عدة أشهر نتيجة الصراعات الداخلية وحالة الجمود السياسي.
ماذا نعرف عن الاجتماعات؟
- ستجري اجتماعات يومي 15 و16 يناير، وفق عضو اللجنة مصطفى يحيى.
- الهدف منها هو استكمال خطة عمل اللجنة الخاصة برحيل القوات الأجنبية والمرتزقة والمسلحين الأجانب من ليبيا، وبحث أزمة الميليشيات.
- الاجتماعات المقرر أن يحضرها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، عبد الله باثيلي، ستُعقد في مدينة سرت الليبية، كما أوضح يحيى.
هذا التطور يأتي بعد انتعاش الآمال بانفراجة قريبة وحلحلة الجمود السياسي، وذلك عقب اتفاق مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في اجتماعهما بالقاهرة نهاية الأسبوع الماضي، على وضع خارطة طريق ومسودة للقاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات المعطلة منذ عام.
توقف طويل
في أكتوبر 2021، وضعت اللجنة الليبية العسكرية المشتركة خطة عمل، لقت قبولا محليا وخارجيا، لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد، وإعادة توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، إلا أن عدم تعاون بعض الأطراف دفعها لتجميد أعمالها وفق تسلسل الأحداث التالي:
- علق أعضاء الجيش الليبي في اللجنة عملهم في أبريل 2022؛ احتجاجا على ما اعتبروه "عرقلة الحكومة المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، لأعمال اللجنة، بما يهدد الأمن القومي لليبيا.
- حذر هؤلاء من أن "الانقسام السياسي سيؤدي لانهيار اقتصادي واجتماعي وأمني".
- سردوا كذلك في بيان لهم عدة اتهامات لهذه الحكومة، من بينها "النهب الممنهج وغير المسبوق لأموال الليبيين، واستباحته بشكل غير مسؤول، وعدم الانصياع لقرارات الشرعية الصادرة من البرلمان الليبي، ورفض تسليم السلطة لحكومة الاستقرار الوطني بقيادة فتحي باشاغا".
- منذ ذلك الحين لم تجتمع اللجنة بشكل منتظم، وعقدت لقاءات قليلة على استحياء لبحث أمور عسكرية لا يمكن تأجيلها.
- الاجتماع المقبل المعلن عنه هو الأول منذ تعيين عبدالله بثيلي رئيسا للبعثة الأممية في ليبيا.
الملفات الأخطر
- المحلل العسكري شريف عريقيب، رجح أن يكون ملف الميليشيات هو "الملف الرئيسي" في مناقشات الاجتماعات المقبلة للجنة.
- يستند في ذلك خلال حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى "الخطر الذي تمثله عودة الميليشيات للاشتباكات المسلحة العنيفة فيما بينها في غرب ليبيا، وقيام بعضها بفرض إتاوات وممارسة البلطجة المسلحة على المواطنين، كما حدث في مدينة العجيلات الأسبوع الماضي، وسط عجز الدبيبة عن السيطرة على الميليشيات التابعة له، والتي تشارك في هذه الانتهاكات".
- كذلك سيحضر ملف المرتزقة بقوة، خاصة أنه منذ فترة يشهد جمودا تحت وطأة الأزمات السياسية المتتالية في البلاد، كما يرى عريقيب.
- لكن الأخطر، بحسب وصفه، هو "ما تفعله الميليشيات، وقدرتها على إشعال الأوضاع في أية لحظة؛ لذلك هناك ضرورة ملحة لاتخاذ خطوات بشأن هذا الملف قبل إجراء الانتخابات التي يصعب إنجازها وسط استمرار فوضى السلاح".
اجتماع للجنة العسكرية 5+5 الليبية في سرت
ليبيا.. اللجنة العسكرية المشتركة تدعو لإخراج المرتزقة
ما هي اللجنة العسكرية المشتركة؟
- لجنة "5+ 5" تشكلت بموجب اتفاق في مؤتمر برلين حول ليبيا عام 2020، من 5 أعضاء عسكريين من المنطقة الغربية، و5 عسكريين من الجيش الوطني الليبي في المنطقة الشرقية؛ لبحث توحيد المؤسسة العسكرية التي انقسمت عام 2014، وإعادة الأمن.
- طوال هذه المدة، نجحت اللجنة في حلحلة عدة ملفات، من بينها فتح الطريق الساحلي الذي تغلقه الميليشيات، والحفاظ على تماسك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 2020.
- اللجنة وضعت خطة لترحيل المرتزقة والمقاتلين الأجانب، إلا أن الصراعات بين الأطراف السياسية حول هذا الأمر عطَّلت تنفيذها.