على وقع الموجة الغزيرة من الأمطار التي عمت الأربعاء، مختلف المدن والمحافظات العراقية، والمتوقع استمرارها على مدى أيام، قررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي في عموم البلاد الخميس.

وقالت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في بيان، إن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وجه بتعطيل الدوام الرسمي ليوم الخميس، وذلك لسوء الأحوال الجوية في معظم محافظات البلاد.

وتشكلت سيول عارمة داخل العديد من المدن العراقية، والتي أغرقت مياه الأمطار العديد من شوارعها وأحيائها كما حصل مثلا في مدينة النجف، وفي بعض مناطق العاصمة بغداد مثل مدينة الصدر.

استنفار حكومي

فيما تجهد الجهات المعنية الخدمية والأمنية في بغداد ومختلف المحافظات العراقية، للتعامل مع حالة الطقس السيء والعمل على ضمان عدم تجمع المياه داخل المدن والمناطق السكنية، عبر سحبها بالصهاريج وفتح المصارف المسدودة.

أخبار ذات صلة

استنفار في العراق.. أمطار وفيضانات عارمة وتحذيرات من الأسوأ
عراقيون يتأهبون للفيضانات بطريقة غريبة
كيف كان 2022 والمطلوب 2023 بيئيا ومناخيا؟

مفاعيل التغير المناخي

خبراء المناخ يقولون إن التغيرات المناخية المتطرفة التي تعصف بالعراق، تترجم في مثل هذا الوقت عبر معدلات هطول مطرية كثيفة وغير معهودة، ما يتسبب بحدوث فيضانات شديدة وسيول جارفة بفعل عجز بنى التصريف والمجاري عن استيعاب هذا الكم الكبير من المياه المتراكمة والمنهمرة بلا توقف لساعات وأيام متواصلة أحيانا.

لكن الكثيرين من رواد المنصات الاجتماعية العراقية، انتقدوا تقادم البنى التحتية والخدمية بمختلف المدن والمحافظات العراقية وخاصة الكبرى منها، داعين لوضع خطط عملية وميزانيات ملائمة لمواجهة مفاعيل تحولات المناخ السلبية والحد من آثارها المدمرة على العراق، الذي يصنف كخامس أكثر الدول حول العالم تأثرا بها وفق المنظمات الأممية.

تحديث شبكات التصريف

تحليل الأكاديمي والخبير المائي العراقي رمضان حمزة، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية:

  • رغم أن ما تشهده المدن والبلدات العراقية من سيول وفيضانات جراء كثافة الهطولات المطرية، لا يقتصر المشهد على العراق فقط، بل أن هذا المشهد يتكرر في الكثير من المدن والبلدان حول العالم، بسبب عدم الأخذ بالحسبان استيعاب مثل هذه الكميات الضخمة من مياه السيول إلى شبكات الصرف.
  • في العراق لا يوجد تحديث وتطوير البنى التحتية لشبكات مياه المجاري، وتقادمها وصغر أقطارها وإهمال صيانتها دوريا وتجديدها، مما يؤدي للفيضانات بشكل أكبر من بقية العالم.
  • لا بد من توسعة وترميم شبكات المجاري والمصارف، حيث أن تداعيات التغير المناخي المتطرفة تشمل طفرات تنجم عنها هطولات مطرية بالغة الخطورة، إن لم يتم الاستعداد لها عبر تحديث البنى التحتية والخدمية كما ينبغي، واعتماد نماذج تخطيط هندسية وعمرانية تأخذ في الاعتبار التغيرات المناخية وتداعياتها السلبية المتزايدة.