أغلق محتجون في ليبيا خطا للغاز، يعد المغذي الرئيسي الممتد من ليبيا إلى إيطاليا؛ ما يهدد آمال الليبيين في تحقيق قفزة كبيرة توقعها لها صندوق النقد الدولي في الإيرادات هذا العام.
والخط الذي تديره شركة "مليتة" يصدّر النسبة الأكبر من الغاز لإيطاليا ودول أخرى في أوروبا، والتي يزحف إليها البرد القارس، مع أزمة الطاقة التي تضربها منذ شهور عقب اندلاع حرب أوكرانيا.
وتواصل موقع "سكاي نيوز عربية" مع مصدر من داخل المؤسسة الوطنية للنفط الذي أكد نبأ إغلاق خط الغاز على خلفية احتجاجات.
وقال المصدر إنه يجري الآن التباحث مع المحتجين كي يسمحوا للعاملين بدخول الحقل ومواصلة العمل.
سبب الأزمة
ترتبط الأزمة بحجج تكررت في احتجاجات سابقة أغلق أصحابها حقولا نفطية وطرقا رئيسية، وهي "تهميش وظلم" الحكومة لمناطقهم:
• بداية أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط تعيين نحو 1500 من خريجي الجامعات والمعاهد العليا العامة من حملة البكالوريوس والدبلوم العالي في التخصصات النفطية، في حقول النفط والغاز موزعين في ليبيا.
• احتج مجموعة من شباب منطقة جالو (شرقي البلاد) على قرار المؤسسة، قائلين في بيان لهم، الاثنين، إن نصيب منطقتهم من التعيينات ضئيل، رغم أنها المتضرر الأكبر من الحقول المجاورة، حسب رأيهم.
• في تحرك آخر، أغلق خريجو التخصصات النفطية في مدينة زوارة والمدن المجاورة لها مجمع مليتة للغاز، ومنعوا الموظفين من الدخول إليه؛ لأن تعيينات مؤسسة النفط الجديدة لم تشملهم.
وتكرر في وقت سابق إغلاق الحقول والمواني لأسباب أخرى، تتعلق بصراع الميليشيات مع بعضها على الثروة والنفوذ.
قفزة تحت التهديد
توقعت مؤسسات اقتصادية دولية عدة قفزة كبيرة في نمو اقتصاد ليبيا عام 2023؛ نتيجة زيادة الحاجة للطاقة في السوق العالمي وارتفاع أسعارها بسبب حرب أوكرانيا، إلا أن عودة الاحتجاجات وغلق الحقول يهدد هذه المكاسب.
ففي الربع الأخير لعام 2022، ذكر تقرير لصندوق النقد أن ليبيا ستكون الأسرع نموا بين اقتصادات الدول العربية، بنسبة 17.9 بالمئة خلال 2023، في مقابل توقع لمعدل النمو الإجمالي للأخيرة بنسبة 3.9 بالمئة.
البنك الإفريقي للتنمية توقع بدوره نمو الاقتصاد الليبي بنسبة 3.5 بالمئة بنهاية 2022 وبنسبة 4.4 بالمئة في 2023.
إنجازات نفطية في 2022
يأتي هذا في وقت حققت فيه الشركة المسؤولة عن إدارة حقل مليتة اإنجازات ضخمة في العام المنصرم.
ومن ذلك ما رصدته في تقرير لها، مثل استئناف عمليات التشغيل والإنتاج بعدد من حقولها البرية، واسترجاع وفتح أربع آبار غاز بمنصة صبراتة ووضعها على الإنتاج، وصيانة 29 بئرا نفطية وغازية.
وكذلك استئناف عمليات التشغيل والإنتاج بعدد من حقولها البرية بعد توقف أكثر من ثلاثة أشهر، وإعادة الإنتاج بحقل الفيل في 19 يوليو، ومن حقلي الرمال وأبوالطفل في 24 من الشهر نفسه، كما طبقت الشركة استراتيجية جديدة لربط الآبار باستخدام أنابيب (RTP) للمرة الأولى لثلاث آبار نفطية من أجل تسريع الزيادة في الإنتاج بحقل الوفاء.
ووفق التقرير، نجحت الشركة في استرجاع وفتح أربع آبار غاز بمنصة صبراتة ووضعها على الإنتاج بحقل بحر السلام.
وإجمالا، شهد عام 2023 مؤشرات إيجابية مع تراجع حركة الاحتجاجات، منها:
• اتجاه ليبيا لتحقيق أعلى إيرادات نفطية منذ عام 2013.
• رجحت تقديرات أن يصل إنتاج الخام إلى 37 مليار دولار.
• هذا المستوى مرتفع بنسبة 36 بالمئة مقارنة بعائدات 2021 التي بلغت 27.5 مليار دولار.
• ارتفاع إنتاج النفط إلى مليون و212 ألف برميل يوميا.