مع دخول فصل الشتاء في العراق وخاصة في مناطقه الشمالية مثل محافظات إقليم كردستان، التي تعرف ببرودة طقسها الشديدة، تتكرر حوادث الموت بالاختناق جراء الغازات المنبعثة من المدافئ والسخانات، التي تعمل على المحروقات ومشتقات النفط.
وفيما كانت مدينة السليمانية شمالي البلاد تستعد للاحتفال بليلة رأس السنة، لقي عامل عراقي حتفه مساء السبت، بينما كان نائما هو وصديقه، الذي أدخل بدوره المستشفى، جراء الاختناق بغاز المدفأة المنبعث داخل المنزل الذي يقيمان فيه في حي المعلمين بالسليمانية.
حوادث متكررة
أعادت هذه الحادثة النقاش مجددا حول خطورة اعتماد الكثير من العراقيين على وسائل وأجهزة تدفئة نفطية مضرة بالصحة، وخاصة عند سوء استخدامها، حيث عادة ما تتكرر هكذا حوادث اختناق مفجعة بانبعاثات غازية وسط أماكن تنقصها التهوية.
وتعليقا على مثل هذه الحوادث الخطيرة، قالت الخبيرة الصحية العراقية الدكتور شاتو جمال، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية": "لا شك أن أوضاع الناس المادية والاقتصادية الصعبة عامة والفقراء منهم على وجه الخصوص، هي من أبرز العوامل المساعدة لتكرار مثل هذه الحالات المؤسفة، حيث يرتفع الطلب في الشتاء على الطاقة الكهربائية لأغراض التدفئة وتأمين المياه الساخنة وغيرها، وانخفاض التزويد بالكهرباء بالمقابل لبضع ساعات فقط خلال 24 ساعة".
وأضافت جمال: "المواطنون يعتمدون غالبا على التدفئة النفطية والغازية، رغم ارتفاع أسعار المحروقات التي تستخدم لأجهزة التدفئة، ولا سيما خلال هذا الشتاء مع ارتفاع سعر صرف الدولار بالعراق أكثر خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما يسهم أحيانا في انتشار المحروقات الرديئة والمغشوشة والتي تكون أكثر خطورة على صحة الإنسان".
وشددت على "ضرورة رفع الوعي الوقائي حول خطر الاختناق بالغازات والأبخرة السامة الصادرة عن وسائل التدفئة التقليدية، والتي لا ينبغي إبقاءها متقدة طيلة اليوم ولا بد من إطفائها تماما قبل الخلود للنوم، حيث مع الأسف كما هو ملاحظ تزداد حوادث الاختناق خلال ساعات الليل المتأخرة".
وفي بيئة "الإغلاق المحكم" في الغرف والبيوت لمنع تسرب الهواء البالغ البرودة لداخلها، ترتفع مخاطر الانبعاثات الناجمة عن التدفئة المتواصلة، وتزيد حالات الاختناق وفقدان الوعي جراء نقص الأوكسجين وانتشار أول وثاني أوكسيد الكربون في الهواء، ولهذا فلا بد من فتح النوافذ والأبواب بشكل يومي خلال الشتاء، ولو لبضعة دقائق عدة مرات، لتجديد الهواء داخل المنازل.