"لا أمان من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي حتى في المقابر"، هذا ما كشفته واقعة مقتل وإصابة 6 أطفال في انفجار عبوة في مقبرة بالعراق، والتي أعادت الاهتمام بالمخلفات المسلحة التي تركها التنظيم الإرهابي، وبعضها من أخطر الألغام في العالم.
وأفاد مصدر أمني عراقي بأن 3 أطفال قتلوا وأصيب 3 آخرين في مقبرة قرية عمرقابجي بناحية بعشيقة في منطقة سهل نينوى، شمالي العراق، إثر انفجار عبوة ناسفة من مخلفات داعش.
دمار شامل
المحلل السياسي العراقي غازي فيصل حسين، رئيس المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، يقول لموقع "سكاي نيوز عربية" إنه منذ هزيمة داعش في العراق عام 2017 ومخلفات التنظيم "تمثل دمارا شاملا".
ويلفت إلى أن التنظيم الإرهابي لم تقتصر الخسائر التي سببها على تدمير البنية التحتية والكنائس والمساجد والأضرحة وسبي الأيزيديات وتهجير المسيحيين، والمقابر الجماعية، ولكن ترك كمية كبيرة من الألغام التي تواصل مهمته في حصد الأرواح ونشر الدمار.
عمليات تطهير
بجانب جهود الأجهزة الأمنية في تعقب عناصر داعش، فإنها تواصل تطهير مخلفات التنظيم في الأماكن التي كان يتواجد بها، ومن أمثلة ذلك:
- في مطلع العام الجاري، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، العثور على مخزن للعتاد والأسلحة من مخلفات داعش قرب سلسلة جبال عداية التابعة لقضاء الحضر في محافظة نينوي.
- وفق بيان المديرية تضمن المخزن قنبرة هاون 82 ملم، وقنبرة هاون 60 ملم، وهاون صنع محلي 82 ملم، وقذيفة مدفع عيار 155 ملم، وركيزة هاون عيار 82 ملم.، وتم معالجة المواد وتفجيرها.
- في أبريل، أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع رفع عشرات المقذوفات غير المتفجرة، وعبوات متروكة من مخلفات داعش في كركوك شمالي البلاد.
- في أغسطس، أعلنت قيادة الشرطة تفكيك 77 عبوة ناسفة مختلفة الأنواع من مخلفات داعش في عمليات بقضاء الحويجة في كركوك أيضا.
- في أكتوبر، أفادت مديرية شؤون الألغام في محافظة السليمانية شمالا، أنه تم تفجير نحو 150 لغمًا من مخلفات التنظيم الإرهابي في قضاء بنجوين.
- وأوضحت مديرية شؤون الألغام في بيان بخصوص هذه العملية، أنه تم التخلص من 241 لغما، وأكثر الألغام المنتشرة في المحافظة تعد الأخطر على مستوى العالم، ومنها المسمى بلغم فالمارا.
وما يزال نحو 10 آلاف داعشي يتنقلون بين العراق وسوريا، يقومون بعمليات خاصة بنظام حرب العصابات، خاصة في جنوب الموصل وتكريت وديالى وأطراف كركوك.
غير أن القوات الأمنية في سوريا والعراق طوَّرت بدورها أساليبها لتصفية هذه الخلايا بالقتل أو السجن، كما اتضح في عدة عمليات الشهور الأخيرة.