يعقد البرلمان اللبناني يوم الخميس، الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسط توقعات بألا تسفر عن نتيجة مغايرة للجلسات السابقة، نظار لعدم توصل الفرقاء السياسيين لإجماع على "مرشح توافقي" لسدة الرئاسة.
ويتزامن انعقاد الجلسة مع ظهور مؤشرات جديدة تدل إلى أن اسم العماد جوزيف عون بات مطروحا بجدية لتأمين الإجماع السياسي المطلوب إذا ما قرر البرلمانيون اللبنانيون إجراء تعديل دستوري يسمح لقائد الجيش، أثناء توليه مهام منصبه، بالترشح لرئاسة الجمهورية، على غرار ما حدث في مناسبتين سابقتين:
• انتخاب العماد إميل لحود الذي تولى سدة الرئاسة بين عامي 1998 و2007.
• انتخاب العماد ميشال سليمان الذي تولى سدة الرئاسة بين عامي 2008 و2014.
فرجة أمل
يأتي احتمال ترشيح العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية على خلفية عدة عوامل داخلية وخارجية أبرزها:
- مناقبيته العسكرية ونجاحه في المحافظة على تماسك الجيش خلال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الراهنة في لبنان.
- وقوفه على مسافة واحدة من مختلف الفرقاء السياسيين.
- تمكّنه من تحقيق الانتصار في معركة "فجر الجرود" التي أدت إلى إخراج الجماعات الإرهابية من الأراضي اللبنانية عام 2017.
- حضور اسمه في الأوساط الدولية باعتباره "رجل الإنقاذ" في لبنان.
وفي هذا السياق، قال النائب اللبناني ووزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" إن هذه العوامل مجتمعة تفتح الأمل في أن يكون العماد جوزيف عون صاحب الحظ الأوفر للوصول إلى سدة الرئاسة خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة.
وأوضح ريفي في حديثه أن "قراءة نتائج القمة الأميركية – الفرنسية الأخيرة، بين الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون، باتت تؤكد إمكانية حصول انفراج رئاسي خلال الفترة الممتدة ما بين عطلة أعياد الميلاد ورأس السنة العام الحالي وما بين ربيع عام 2023 المقبل كحد أقصى".
زيارة ماكرون
وأشارت وسائل إعلامية عربية ودولية، الثلاثاء، إلى أن مؤتمر "بغداد 2" الذي أعدّ له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع العاهل الأردني عبد الله الثاني، سيُعقد في عمّان في 20 ديسمبر الجاري.
ووفق التقارير فإن نتيجة هذا المؤتمر قد تؤثر على قرار الرئيس الفرنسي بالتوجه إلى لبنان أو العدول عن ذلك.
ولكن مصادر سياسية في بيروت أكدت لموقع "سكاي نيوز عربية" أن احتمال زيارة ماكرون للبنان لا يزال مطروحا إذا ما اقتنع الرئيس الفرنسي بأن "رسالته الحازمة بشأن وجوب انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وإجراء الإصلاحات هي الطرق الوحيدة للخروج من انهيار لبنان الحالي"، ستلقى آذانا صاغية.
ولا تدعم باريس مرشحا رئاسيا معينا في لبنان، لا سيما أنها دأبت على القول دائما إن "المطلوب رئيس يمثل وحدة لبنان وتكون لديه قدرة للقيام بعمل جيد مع رئيس حكومة لوضع الإصلاحات المطلوبة دوليا حيز التنفيذ".