دعت الجامعة الدول العربية والأمم المتحدة العالم للمسارعة في تقديم "إغاثة عاجلة" للصومال الذي يعاني "أزمة جفاف تاريخية"، تتأزم بسرعةٍ لتبتلع البلاد في "مجاعة نادرة" نتيجة تغير المناخ.
جاء ذلك خلال اجتماع مشترك بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، الثلاثاء، في القاهرة، على مستوى كبار المسؤولين بشأن دعم الصومال في مواجهة أزمتي الجفاف والمجاعة، برئاسة الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، بينما ترأس وفد الأمم المتحدة نائب ممثل المنظمة الدولية للصومال ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال، آدم عبد المولى.
محاور الاجتماع
- بحث مخاطر حدوث مجاعة في الصومال، واستباق هذه المأساة بالتحرك العاجل لمنعها بمشاريع لتطوير البنية التحتية لمواجهة الجفاف المتكرّر جراء التغير المناخي.
- أبو الغيط أكد خلال كلمته، ضرورة دعم الصومال للصمود في مواجهة "حالة الجفاف التاريخية"، التي تنذر بوقوع "مجاعة مأساوية غير مسبوقة".
- دعوة جامعة الدول العربية للاجتماع نَبَعت مِن مرور الصومال بأسوأ أزمة جفاف من نوعها، ألحقت الأضرار بـ8 ملايين شخص، أي نصف السكان، أغلبهم من الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد وخطر الموت.
- عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظروف ما قبل المجاعة، أو الشبيهة بالمجاعة، زاد 5 أضعاف منذ بداية العام، بينما يتواصل النزوح الداخلي، كما أن الصراع على الموارد الشحيحة يهدد السلم والأمن.
- ضرورة الاستجابة العاجلة والمتناسقة في المناطق المهددة بالمجاعة، وتوفير المساعدات الإنسانية، وتعزيز قدرة الصمود مع تغير المناخ؛ تنفيذا للاستراتيجية الصومالية لإدارة الموارد المائية التي دعمتها القمة العربية الأخيرة في الجزائر.
كارثة مزدوجة
الخبير الاستراتيجي بالجمعية العامة لمنظمة الأغذية والزراعة نادر نور الدين يتفق في أن الجفاف الذي يعانيه الصومال "غير مسبوق"، لعدة أسباب أوضحها لموقع "سكاي نيوز عربية":
- الكارثة مزدوجة، تتمثل في جفاف تدفقات نهري شبيلي وجوبا اللذين ينبعان من إثيوبيا هذا العام بسبب تغير المناخ، ورغم أن هذا توقيت فيضانهما فإنه منذ 3 أشهر لم تصل المياه.
- انعدام الأمطار زاد الأمر سوءا رغم أن إثيوبيا شهدت أمطارا غزيرة وصلت لحد السيول، لكنها لم تسقط على الصومال في موعدها، وحدث لها إزاحة شمالا.
- الجفاف الناجم عن اختفاء المياه فوق وتحت الأرض، انعكس بالقحط بعد ضياع المحاصيل الزراعية، وهو ما يضع 10 ملايين صومالي في دائرة المجاعة.
- الأزمة ستعم عدة دول، ومنظمة الأغذية والزراعة أصدرت بيانا يحذر من تعرض 44 مليون مواطن للمجاعة في منطقة القرن الإفريقي التي تضم إثيوبيا وكينيا وجيبوتي والصومال، وناشدت دول العالم لإرسال طائرات إغاثة.
- استفحال الأمر في الصومال لدرجة حدوث وفيات، دفع الأمين العام للجامعة العربية لدعوة الدول القادرة للتدخل بإرسال طائرات الإغاثة.
- في هذا الاتجاه، فأهم هدف لاجتماع الجامعة العربية والأمم المتحدة التنسيق في إيصال هذه المساعدات.
- الصومال يستحق التعويض كإحدى الدول المتضررة من الاحترار العالمي والجفاف، ومؤتمر المناخ "كوب 27" ناقش ملف تعويضات الدول المتضررة؛ وبالتالي، مفترض أن تسارع الدول المتسببة في هذا الاحترار في تقديم التعويض أو الإغاثة العاجلة.
مجاعة نادرة
منسق الأمم المتحدة المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال، آدم عبد المولى، قال خلال الاجتماع إن الصومال يمر بحالة طوارئ كارثية.
بدوره، وصف موجة الجفاف بأنها "الأطول والأشد في تاريخ البلاد" بسبب فشل موسم الأمطار الخامس على التوالي، مع توقع فشل الموسم السادس العام المقبل.
يتوقع عبد المولي بأن يتم الإعلان عن "مجاعة نادرة" قريبا ليكون الإعلان "الأول المهم" في أي مكان في العالم منذ المجاعة التي شهدها الصومال قبل عقد من الزمان.