وسط آمال بوضع حد للاستعدادات التركية لاجتياح شمال شرق سوريا، استأنفت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الدوريات والتدريبات المشتركة مع قوات "التحالف الدولي لمكافحة داعش"، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة بدورها استئناف هذه الدوريات.
ونفّذت قوات "قسد" (ذات الغالبية الكردية وتدير مناطق في شمال وشرق سوريا بنظام الإدارة الذاتية)، السبت والأحد 4 دوريات مشتركة بعد تراجع الضربات التركية على هذه المناطق.
وقالت الولايات المتحدة إنها تتفهم مخاوف تركيا حليفة الناتو في سوريا، لكنها عارضت غزوا بريا، وقالت إن الغارات التركية هددت بشكل مباشر سلامة الأفراد الأميركيين، كما عارضت روسيا الغزو المحتمل.
وقال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب، التابعة إلى "قسد"، نوري محمود، لموقع "سكاي نيوز عربية":
- التعاون مع قوات التحالف الدولي لم يتوقف، لكن تم تعليقه منذ أيام، بسبب استهداف تركيا لقاعدة مشتركة بين وحدات مكافحة الإرهاب (YAT) التابعة لـ"قسد"، وقوات التحالف؛ وهو ما أدى إلى قتل اثنين من أعضاء الأولى وإصابة آخرين.
- بعد الاستهداف؛ أعادت وحدات مكافحة الإرهاب تنظيم نفسها، واستئناف مهامها وفق جدول أعمالها، كما وضعت أهدافا ومهام جديدة أمامها.
- عاد التعاون بعد استجابة التحالف الدولي لرأي "قسد" بأنه لا مبرر للهجمات التركية على أراضي شمال وشرق سوريا، ولا توجد حركات "إرهابية"، كما تصفها تركيا.
- تأكد للتحالف أن هجمات تركيا تستهدف البنية التحتية، مثل آبار النفط والغاز ومحطات توليد وتحويل الكهرباء والمستشفيات والمدارس والصوامع والمدنيين العزل، حسب قوله.
- صدرت مواقف إيجابية ومشجعة من دول التحالف، خاصة الولايات المتحدة، لكنها غير كافية لردع القوات التركية، فيتوجب أن تسهم في حماية مناطق شمال وشرق سوريا، والتي تضم 32 بالمئة من الجغرافيا السورية، ويعيش عليها 40 بالمئة من السوريين، وضمان تنفيذ مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
- دعا محمود ما وصفها بالدول الفاعلة في الأزمة السورية لاتخاذ موقف إيجابي من مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (أي دعم الإدارة الكردية لهذه المناطق)، وألا تظل مواقفهم محصورة في التصريحات، إذ إن من حق الشعب السوري في هذه المناطق أن يعيش تحت الحماية الدولية وفق القوانين والمواثيق المرعية.
وشنت تركيا عدة غارات جوية على أهداف يشتبه في أنها تابعة لجماعات تصفها بأنها "إرهابية" شمالي سوريا والعراق الأيام الأخيرة، ردا على تفجير 13 نوفمبر الدامي في إسطنبول، الذي حمَّلت مسؤوليته للجماعات الكردية.
3 أهداف للتعاون
تتركز أهداف التعاون بين الجانبين في تنفيذ 3 مهام رئيسية، هي حسب محمود:
- أولها إنهاء إرهاب تنظيم "داعش" الإرهابي، وهي مهمة تؤثر عليها هجمات تركيا على مناطق الإدارة الذاتية.
- وثانيها فرض الأمن والاستقرار في جميع ربوع سوريا، وليس في مناطق الإدارة الذاتية فقط.
- وثالثها العمل من أجل حل سياسي يفضي إلى إنهاء الأزمة السورية بكل تفاصيلها.
وتوقع نوري محمود بأن تفشل أنقرة في مهمتها العسكرية في شمال وشرق سوريا، رغم تفوقها في الطائرات والصواريخ والأسلحة الثقيلة، مستشهدا في ذلك، بأنها "لم تحقق نصرا عسكريا، وأدارت بوصلتها إلى استهداف المؤسسات المدنية والخدمية وممتلكات المواطنين".
في 24 مارس 2019، أعلنت الولايات المتحدة، هزيمة داعش في سوريا، بعد تمكن قوات "قسد" من السيطرة على الباغوز آخر معاقل التنظيم، ثم عاد التنظيم الشهور الأخيرة لنشاطه بعمليات متقطعة.