سجلت تونس وفاة طفلة تأثرا بإصابتهما بجرثومة "شيغيلا" خلال الأسبوع الجاري وإيواء ستة أطفال آخرين في قسم العناية الفائقة جراء مضاعفات الإصابة بالجرثومة، مما خلف حالة من الهلع في صفوف العائلات وتخوفا من إرسال أطفالهم إلى المدراس والمحاضن.
وكشفت وزارة الصحة عن تسجيل 96 إصابة بالجرثومة أخطرها لدى الأطفال، محددة علامات الإصابة بالـ" شيغيلا" التي تضرب الجهاز الهضمي مخلفة آلام البطن والإسهال الدموي وارتفاعا في درجات الحرارة مما يتسبب في جفاف الجسم وهبوط الدورة الدموية، داعية للوقاية منها عبر تجنب المياه الملوثة وغسل اليدين باستمرار.
كما أعلنت الوزارة أنها بدأت أبحاثا ميدانية لرفع عينات من الأغذية والمياه من أجل التثبت من مصادر الجرثومة بمختلف مناطق البلاد.
وقال المدير الجهوي للصحة بتونس طارق بالناصر في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية إن بكتيريا "شيغيلا" بدأت في الانتشار في تونس منذ شهر يوليو الماضي بتسجيل إصابات في صفوف الأطفال تطلبت إيواءهم بالمستشفى لتلقي العلاج عبر المضادات الحيوية وتعويض السوائل والأملاح.
وأوضح بالناصر أن الطفلة البالغة من العمر ثماني سنوات والتي توفيت جراء الإصابة بالجرثومة وصلت بشكل متأخر إلى المستشفى بعد أن تعكرت وضعيتها الصحية، مؤكدا أنهم بدأوا حملات توعوية للعائلات لحثهم على نقل أطفالهم للعلاج بمجرد ظهور العلامات عليهم، وللأطفال في المدارس لتوعيتهم بأهمية الالتزام بالنظافة وغسل اليدين المتواصل.
وفسر المختص في علم الفيروسات محجوب العوني خطورة "شيغيلا" بكونها بكتيريا تتكاثر على مستوى الأمعاء وتقوم بتهرئة سطحها مسببة قيء وإسهال يصحبه أحيانا نزول دم وإفرازات من الأمعاء خاصة عند الأطفال والأشخاص الذين يعانون نقصا في المناعة، موضحا أن" الشيغيلا "جرثومة قديمة، اختفت من تونس وبقيت تسجل بحالات قليلة، قبل أن تعود للظهور في الأشهر الأخيرة والانتشار بطريقة وبائية بسبب نقص في العناية بنظافة الأماكن والمياه أين ظهرت العدوى، فضلا عن سرعة انتقالها عبر الأغذية والمياه والأيدي، كما أن خطورتها تتعلق بناقلي العدوى الذين لا تظهر عليهم الأعراض ويساهمون في انتشار العدوى بسرعة كبيرة وإصابة حالات تستوجب العناية المركزة و الإقامة في المستشفى.
وأكد المختص في طب الأطفال ومدير عام الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري محمد الدوعاجي أن حالات الإصابة بالبكتيريا "شيغيلا" في تصاعد، مرجحا تواصل ارتفاع العدوى، حاثا على الانتباه والانضباط من قبل العائلات بعدم نقل أبنائهم المصابين إلى المدارس رياض الأطفال والالتزام ببروتوكول النظافة لوقف انتقال العدوى خلال أيام.
ودعا الدوعاجي في تصريحات للموقع إلى عدم تهويل الوضع لأن البكتيريا موجودة في العالم وهي ليست بدرجة خطورة كورونا لأنها لا تنتقل عبر الهواء بل من خلال الأيادي والمياه والغذاء الملوث ويمكن السيطرة عليها.