فيما عده مراقبون رد فعل على ضبابية الموقف الأميركي من الهجوم التركي المتواصل على مناطق سيطرتها في شمال شرق سوريا، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، وقف التنسيق مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.
وجاء ذلك عبر تصريحات لقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، جاء فيها: "يمكننا القول إن عملنا ضد داعش مع التحالف الدولي قد توقف، لأننا منشغلون بالهجمات التركية".
داعش الرابح الأكبر
القرار أثار مخاوف لدى مراقبين وخبراء من أن ينعكس التصعيد العسكري الحاصل بين أنقرة وقسد سلبا على ملف مكافحة الإرهاب الدولي، وسط تحذيرات من أن تنظيم داعش هو المستفيد الأول مما يحصل من نذر حرب واسعة، إثر العمليات التركية في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا.
قرار يضعف التحالف
ويقول أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية بالقاهرة رائد العزاوي، لموقع "سكاي نيوز عربية": "القرار سيؤثر كثيرا على جهود محاربة الإرهاب وخصوصا ضد تنظيم داعش، كون قوات سوريا الديمقراطية لديها باع طويل بمقارعة التنظيمات الإرهابية والتكفيرية المختلفة، وتملك قدرات وإمكانيات قتالية هائلة في هذا السياق، ونتذكر هنا ما خاصة حدث في عين العرب/ كوباني قبل سنوات، حينما تمكنت من دحر داعش هناك وهو في أوج قوته آنذاك، كما وأن قسد ساهمت بالعديد من العمليات القتالية والاستخباراتية النوعية ضد الدواعش طيلة السنوات الماضية، وعلى الأرض لديها قدرات لا يمكن الاستهانة بها".
ويضيف العزاوي: "وبالتالي فانسحابها من التنسيق مع التحالف الدولي سيرتد سلبا على جهود مكافحة الإرهاب العالمي، لكن هذا لا يعني طبعا انهيار ذلك التحالف الذي يضم أقوى الجيوش كالأميركي والبريطاني، وتنضوي تحته عشرات الدول".
داعش سينتعش ولكن
وأردف: "لن يقود الانسحاب بالضرورة لعودة تنظيم داعش بذات القوة، وبشكل واسع كما حدث مع بدايات ظهوره وسيطرته على مساحات واسعة في العراق وسوريا، ولعل أبرز كوابح مثل هذه العودة هو أن التنظيم الإرهابي فقد جل قياداته فضلا عن تشتت المتبقي منها".
وتابع: "وهكذا فهذه الهجمات التركية المتكررة في شمالي العراق وسوريا، لن تقود لنتيجة سوى ولو جزئيا لإنعاش داعش ومن شاكلها من منظمات، وهي لن تفلح في حل المسألة الكردية بتركيا، والتي تحتاج معالجتها لقرار حكيم وذكي من قبل أنقرة باعتماد أسلوب الحل السلمي لها، والأمر نفسه ينسحب على المسألة الكردية في إيران كذلك، حيث أن اللجوء للحوار بالسلاح مع الأكراد لن يجدي، ولعل النموذج العراقي في هذا الصدد خير شاهد"، كما يرى أستاذ العلاقات الدولية .
انتهاك سيادة العراق وسوريا
والذي يختم بالقول: "فهذه العمليات علاوة على انتهاكها لسيادة دول كالعراق وسوريا والمس باستقرارها وأمنها، فإنها تهدد في الصميم جهود الحرب الدولية ضد الإرهاب، وتعطل مواجهة تنظيمات كداعش الذي سيستفيد مما يحصل لمحاولة إعادة تنظيم صفوفه وتزخيم عملياته الإرهابية، في المنطقة وحول العالم".
خطر داهم
ويرى الكاتب والباحث السياسي جمال آريز، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن: "خطر عودة داعش جراء العمليات العسكرية التركية الحالية، ليس مجرد توقع أو تهويل، بل هو خطر داهم حيث أن التنظيم متواجد في شمال سوريا وشرقها، وتنتشر خلاياه النائمة في مختلف مدن تلك المناطق وأريافها".
مسؤولية واشنطن
وأضاف: "ومن هنا فإن المسؤولية الأولى في وقف التصعيد الحاصل ومنع استثماره من قبل التنظيمات الإرهابية، تقع على عاتق واشنطن بوصفها قائدة التحالف الدولي ضد داعش، والذي يعتمد بريا في سوريا وبشكل شبه كامل على قوات قسد لملاحقة فلول الدواعش، ومنعهم من تجميع صفوفهم مجددا".