استهدفت مسيرة تركية، الثلاثاء، قاعدة مشتركة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن وقوات سوريا الديموقراطية التي قتل اثنان من عناصرها، وفق ما أفاد متحدث باسم تلك القوات والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعلنت القوات الأميركية أنها "كانت بمنأى عن الخطر".
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية، وعلى رأسها المقاتلون الأكراد، فرهاد شامي، لوكالة فرانس برس إن المسيرة التركية استهدفت "قاعدة مشتركة لقوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي لتخطيط وانطلاق العمليات ضد تنظيم داعش في شمال محافظة الحسكة (شمال شرق)".
ورداً على سؤال حول القصف، قال المكتب الإعلامي للقيادة المركزية للجيش الأميركي إن "القوات الأميركية كانت بمنأى عن الخطر، ولم تقع أي غارات على مواقع تستضيف قوات أميركية"، مشيراً إلى أن الغارات، الأقرب لمكان تواجد قواتها، وقعت على بعد حوالى 20 إلى 30 كيلومترأ منها.
وقال العقيد جو بوشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، "نعارض أي عمل عسكري يزعزع استقرار الوضع في سوريا"، مضيفاً أن "هذه التصرفات تهدد أهدافنا المشتركة وبينها قتالنا المستمر ضد تنظيم داعش لضمان ألا يعود مجدداً ويهدد المنطقة".
والتحالف الدولي هو الداعم الرئيسي لقوات سوريا الديموقراطية، وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة منظمة "إرهابية" وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود.
وأسفر القصف بالمسيرة، وفق شامي، عن مقتل عنصرين من قوات مكافحة الإرهاب التابعة لقوات سوريا الديموقراطية، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وأوضح أن الموقع المستهدف هو "قاعدة عمليات ثابتة" للتحالف وقوات سوريا الديموقراطية على بعد 25 كيلومتراً شمال مدينة الحسكة، من دون توضيح الموقع بالتحديد.
وأكد المرصد السوري استهداف "القاعدة المشتركة" ومقتل العنصرين، من دون أن يؤكد ما إذا كانت قوات التحالف متواجدة داخلها أثناء الاستهداف.
وتنتشر بضع مئات من قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد، ويتواجدون في قواعد في محافظة الحسكة والرقة (شمال) ودير الزور (شرق).
ويأتي القصف بالمسيرة التركية بعد يومين على إطلاق تركيا عملية جوية محدودة، ليل السبت الأحد، شنت خلالها عشرات الغارات الجوية ضد مواقع للمقاتلين الأكراد في سوريا والعراق.
وبعدما قالت أنقرة أن العملية اتسمت بـ"النجاح"، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الإثنين عن احتمال إطلاق عملية برية أيضاً في سوريا.
ودعا القائد العام لقوات سوريا الديموقراطية، مظلوم عبدي، موسكو وواشنطن لمنع التصعيد. وقال لفرانس برس "تتركز مساعينا الأساسية حالياً على خفض التصعيد من قبل الطرف التركي، وسنفعل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق ذلك من خلال التواصل مع جميع المعنيين في الملف السوري".
وأطلقت تركيا عمليتها الجوية بعد أسبوع على اتهامها حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ مقرات له في العراق، والوحدات الكردية في سوريا بالوقوف خلف تفجير اسطنبول الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 81 آخرين بجروح، لكن المسلحين الأكراد نفوا مسؤوليتهم.