في تطور لافت لمجريات الصراع قد يقود لتصعيد التوتر أكثر بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الأثنين، إن "3 مواطنين، بينهم طفل ومعلم، قتلوا وأصيب 10 آخرين جراء قذائف أطلقتها التنظيمات الإرهابية من الأراضي السورية على كركميش" جنوبي تركيا .

ويعد هذا الهجوم الثاني خلال أقل من 24 ساعة، حيث كان معبر كلس الحدودي التركي مع سوريا، قد تعرض لقذائف صاروخية الأحد، ما تسبب بإصابة 8 أشخاص هم جنديان و6 عناصر شرطة أتراك.

وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن التصريح الصادر الاثنين عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد عدم اقتصار العمليات العسكرية الحالية في شمال سوريا والعراق على القصف الجوي، مؤكدا أن النقاشات تجري لبدء عمليات برية، ربما يكون تصعيدا تركيا مقابل الاستهداف الصاروخي لأراضيها الأثنين.

مقتل 3 مدنيين أتراك في هجوم صاروخي مصدره شمالي سوريا

 ورغم أنه لم يصدر عن قوات سوريا الديمقراطية بيان بتبني الهجمات على الأراضي التركية، لكن توعد قسد بالرد على الغارات الجوية العنيفة التي استهدفت مواقعها الأحد، يرجح وفق خبراء أن تكون هي ربما من نفذت تلك الهجمات.

غير أن محللين آخرين يستبعدون تورط قسد في الهجمات، مشيرين إلى أنها قد تكون من تنفيذ طرف ثالث يسعى لاشعال فتيل صراع أوسع في المنطقة، معتبرين أن قسد ليس من مصلحتها استفزاز الجانب التركي.

ورغم أن استهداف الأراضي التركية المحاذية للحدود السورية بشكل متقطع يحدث عادة خلال العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، مثل عمليتي "غصن الزيتون" في بداية العام 2018 في عفرين وعملية "نبع السلام" في أكتوبر العام 2019 في رأس العين وتل أبيض، إلا أن تتالي وقوع هجومين صاروخيين الأحد والأثنين خلال ساعات قليلة فاصلة بينهما على مناطق حدودية بتركيا، قد يقود لإشعال فتيل حرب واسعة النطاق هذه المرة على امتداد الحدود الطويلة بين البلدين.

أخبار ذات صلة

روسيا تدعو تركيا للامتناع عن استخدام القوة المفرطة في سوريا
واشنطن لأنقرة: نعارض أي عمل عسكري يزعزع "استقرار سوريا"
تركيا والأكراد.. صراع متواصل وعمليات متتالية

خريطة معقدة

يقول الكاتب والباحث الخبير في الشؤون السورية سرتيب جوهر، في حديث لسكاي نيوز عربية: "في ظل تعقيدات الواقع الميداني وتداخل الأجندات على طول الحدود التركية السورية، فإن من الصعب الجزم بمن يقف بالضبط خلف شن الهجمات على الأراضي التركية انطلاقا من الجانب السوري، حيث خريطة توزع القوى وانتشارها متشعبة ومتداخلة، ففضلا عن مناطق سيطرة قسد في كوباني وفي الجزيرة، هناك مناطق خاضعة لنفوذ قوى مسلحة مختلفة في جرابلس وفي رأس العين وتل أبيض وصولا لعفرين، وبينها قوى وفصائل متشددة ومتطرفة محسوبة على التيارات التكفيرية، بما فيها تنظيم داعش".

ويضيف الخبير بالشؤون السورية :"وهكذا فمنطقيا ليس من مصلحة قوات قسد الإقدام على مثل هذه الهجمات، كونها تحاول وكما هو واضح من مواقفها الرسمية المعلنة امتصاص الغضب التركي وإحتواء الموقف، ولكي لا تعطي ذرائع مجانية للأتراك للمضي في توسيع نطاق عمليتهم العسكرية، وتحويلها لعملية برية على غرار عمليات سابقة كما حصل في عفرين وجرابلس مثلا".