يواصل الجيش الصومالي بمساندة شعبية، تكثيف عملياته ضد حركة الشباب الإرهابية، حيث وجهت القوات الصومالية ضربة نوعية ضد مركز لتجمع عناصر التنظيم بمنطقة عيل هريري.
وأعلن الجيش، الجمعة، مصرع أكثر من 100 عنصر من عناصر حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة في عمليات عسكرية وسط البلاد بمساعدة الأهالي، في معركة وصفت بـ"الضارية" في منطقة عيل هريري التابعة لناحية مقوكوري بمنطقة هيران.
ووفق تصريحات للمتحدث باسم وزارة الدفاع، الجنرال عبد الله علي عانود، فإن الجيش شن هجوما بريا وجويا على منطقتين في محافظة هيران بعد تجمع الإرهابيين، وذلك بمشاركة قوات محلية عشائرية مناهضة للتنظيم الإرهابي.
تحوُّل نوعي
الباحث الصومالي آدم هيبة قال، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، إن الحكومة الصومالية شنت حربا غير مسبوقة على الإرهاب خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، واعتمدت على عدة محاور تتمثل في:
- استهداف المراكز الإدارية والمواقع النوعية لشل الحركة وعملياتها، وهو ما يعد تحولا نوعيا في العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الصومالي.
- التنسيق مع القبائل المتضررة من الحركة والتي تريد القضاء عليها بعد استنزافها ماديا من خلال الضرائب والتهديدات المستمرة لأمنها.
- تكثيف العمليات وتواليها لإعاقة الحركة عن القدرة على ترتيب صفوفها وتنفيذ عمليات تستهدف القوات الأمنية.
- تجفيف جميع المصادر المالية، لأن المحور الاقتصادي هو شريان الحياة بالنسبة إلى الحركة التي تسعى إلى تأمين موارد لشراء الأسلحة وتنفيذ العمليات.
- تحييد أي كيانات اقتصادية، سواء شركات أو أفراد قد تدفع ضرائب أو تمويلات، فقد تساعد الحركة في عملياتها الإرهابية.
- قطع طرق الإمدادات بين معسكري الحركة، حيث يقع أحدهما في جنوب الصومال في منطقة "جوبا لاند"، والآخر في الولايات الوسطى.
الباحث الصومالي يرى أن الرئيس الصومالي والحكومة الصومالية جادة في موضوع الحرب على الإرهاب، وربما يستفيد الرئيس الحالي من خبرته الكبيرة خلال الفترة الرئاسية السابقة.
خسائر بالجملة للحركة
تكبدت حركة الشباب خلال الأشهر الأخيرة خسائر بالجملة، حيث جاءت العملية الأخيرة بعد سلسلة استهدافات لمراكز الحركة الاستراتيجية.
واستعادت القوات الحكومية، وبمساندة من مسلحي العشائر، عدة مناطق استراتيجية كانت تحت سيطرة حركة الشباب في محافظة هيران، منذ انطلاق العمليات العسكرية لطرد حركة الشباب من المناطق التي تحتلها وسط وجنوب البلاد.
كما أعلن الجيش الصومالي، في عملية سابقة، مقتل 3 من عناصر "حركة الشباب" في عملية عسكرية في منطقة مقوكوري التابعة لبلدة محاس بإقليم هيران وسط الصومال، ووفق قيادة الفرقة 27 من الجيش، فإن القتلى هم المسؤولون عن جمع الضرائب (الإتاوات) لصالح الحركة.
جاءت تصفية مسؤولي الإتاوات بعد أيام من استعادة الجيش السيطرة الكاملة على قرى وركلن، وبكجيح، وغاليف، ورعيسي، وقورطيري، وجيلبلي في محافظة شبيلي الوسطى، وذلك بعد يومٍ من إعلانه قتل العشرات من "حركة الشباب" قرب شبيلي وهيران.
كما تلقت الحركة الإرهابية ضربات من الخارج، ففي الشهر الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 6 أعضاء في "حركة الشباب" كوَّنوا شبكة لشراء الأسلحة وعمل التسهيلات المالية واستقطاب الأفراد.
تأتي العمليات العسكرية، بالتزامن مع تنفيذ أحكام قضائية بالإعدام على عناصر من حركة الشباب الإرهابية، بعد إدانتهم في قضايا قتل وإرهاب، كان آخرها الخميس الماضي، بعدما أعدمت محكمة عسكرية صومالية عنصرين من عناصر الحركة بعد إدانتهما في قضية اغتيال ضابطي أمن في 2019.