تداولت عدد من الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لإرهابيين قتلا على يد الجيش الليبي خلال المواجهات التي دارت ضمن عملية الكرامة، والتي استهدفت تطهير المنطقة الشرقية للبلاد من التنظيمات الإرهابية والمتطرفين.
وتحمل الصورة قصة خاصة، إذ أن الشخصين ليسا من العناصر الإرهابية العادية، فأحدهما هو المصري عمر رفاعي سرور، الذي اختاره التنظيم الإرهابي المسمى بـ"مجلس شورى درنة" قاضيا شرعيا، لدى وصوله إلى ليبيا، وقد قتل في المواجهات مع القوات المسلحة الليبية في يونيو 2018، حسب المسؤول الإعلامي بالجيش الليبي، عقيلة الصابر.
أما الشخص الآخر فهو محمد إدريس طاهر، والذي كان يلقب بـ"ديسكا"، وكان يعد ناطقا باسم المجلس، وقتل أيضا في مواجهات خلال شهر فبراير العام 2019، بينما كان متمترسا في منزله بحي المدينة القديمة في درنة، وفق الصابر.
وحسب مصادر أهلية، فإن الصورة المتداولة التقطت في منزل "ديسكا"، وكانت لدى وصول رفاعي إلى ليبيا قادما من سوريا، بينما يتضح من الصورة أيضا وجود شخص آخر في الجلسة، بالإضافة إلى ملتقطها، الذي يرجح أن يكون شقيق "ديسكا"، المدعو ناجي.
جرائم الإرهاب
ألقي القبض على عمر رفاعي سرور، المولود في العام 1976، في مصر العام 2009 بقضايا إرهاب، وكان من ضمن الهاربين إلى سيناء، حيث تلقى هناك تدريبات عسكرية، وأصبح المفتي لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، وظلّ هناك حتى العام 2013، حيث هرب إلى سوريا ثم ليبيا.
ورفض سرور مبايعة تنظيم "داعش"، حيث فضّل لدى وصوله إلى درنة في شرق ليبيا، التعاون مع كتيبة "شهداء أبو سليم" التابعة لتنظيم "القاعدة" ويتزعمها عطية الشاعري، ثم عمل مفتيا للمجموعات المسلحة بالمدينة التي انضوت تحت ما يسمى بـ"مجلس شورى درنة"، وتردد أنه اعتمد كـ"مرجع شرعي" للمجلس.
عشماوي و"الاختيار"
ظهرت شخصية سرور في الجزء الأول من المسلسل المصري الشهير "الاختيار"، الذي ركز على الفترة التي قضاها في تنظيم "بيت المقدس"، حيث تعرف هناك على الإرهابي هشام عشماوي، الذي أدين في العديد من الهجمات الإرهابية داخل مصر.
وكان لموقف سرور الرافض لبيعة "داعش"، الدافع لعشماوي لترك سيناء، والهرب إلى ليبيا، وهناك عمل على تشكيل تنظيم إرهابي جديد من مصريين مدانين في قضايا إرهاب وليبيين، تحت جناح "مجلس شورى درنة"، قبل أن يتمكن الجيش الليبي من إيقافه، وتسليمه إلى مصر، حيث جرت محاكمته عن الجرائم التي ارتكبها، ونفذ بحقه حكم الإعدام في الرابع من مارس العام 2020.