لا يلبث لبنان أن يستفيق من أزمة حتى تلحق بها أخرى على كافة الصعد لاسيما السياسية والاقتصادية منها، وضمن مشهد اعتاد اللبنانيون فيه على شغور منصب رئيس الجمهورية، بسبب اختلاف القوى السياسية على تسميته لاعتبارات عدة، ترتفع المخاوف هذه المرة مع انتهاء عهد الرئيس ميشال عون من سيناريو فراغ رئاسي قد يطول.

البرلمان اللبناني فشل أربع مرات، خلال الفترة الماضية، بانتخاب رئيس للجمهورية، على الرغم مما تشهده البلاد من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية تتطلب استنفار كافة الجهود للخروج منها والحد فعليا من حجم الخسائر الكبير التي يتكبدها اللبنانيون حتى اللحظة.

وقبل خروج الرئيس عون من قصر بعبدا، وقع مرسوما قبل فيه استقالة حكومة نجيب ميقاتي، ليخرج الأخير رافضا المرسوم، ومعلنا استمراره وحكومته بتسيير الأعمال وفق ما ينص عليه الدستور، الأمر الذي يصعد من حدة التوترات السياسية القائمة في البلاد.

وفي رسالته الى البرلمان، قال الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال عون إن خطوته تأتي بعدما أعرب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي "عن عدم حماسته للتأليف لأسباب مختلفة"، ولقطع الطريق أمامه لـ"عقد جلسات لمجلس الوزراء" بما يخالف "مفهوم تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق".

أخبار ذات صلة

لبنان.. ميقاتي يرفض مرسوم عون بقبول استقالة الحكومة
البطريرك الماروني يتهم المسؤولين بدفع لبنان إلى الفراغ

 وعلى الرغم من أن كلمة عون الأخيرة حملت في طياتها اتهامات مباشرة للطبقة السياسية بالوصول إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، يلقي الكثير من اللبنانيين باللوم عليه شخصيا، لاسيما أن عهده شهد واحدا من أكثر أحداث لبنان قسوة ودمار وهو انفجار مرفأ بيروت.

إلا أن الرئيس حرص قبل مغادرته المنصب أن يعزز خطوته الأخيرة التي أوصلت لبنان إلى توقيع اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وما لذلك من أثر إيجابي قد ينعكس على اللبنانيين إيجابا في المقبل من الأيام.

ولحل معضلة وقوع لبنان في الفراغ الرئاسي لفترة طويلة، سيتعين على الكتل البرلمانية الاتفاق على مرشح توافقي لأعلى منصب في البلاد حيث لا يسيطر أي تحالف داخل المجلس التشريعي على مقاعد الأغلبية.