اختتم المؤتمر التشاوري الصومالي، بين الرئيس حسن الشيخ محمود وقيادات الحكومة الفيدرالية رؤساء الولايات، أعماله في العاصمة مقديشو، وسط تفاؤل بأن ينعكس التوافق الأخير بينهم حول مكافحة الإرهاب على ملفات الاقتصاد المختنق وانتخابات الولايات.
يعدد باحث سياسي صومالي لموقع "سكاي نيوز عربية" عدة أسباب تصب في اتجاه التفاؤل بشأن انفراجة اقتصادية، منها التوافق بين المسؤولين، والاستعداد للتنقيب عن النفط والغاز، وعقد اتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وشارك في المؤتمر الذي انعقد الخميس والجمعة، رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، ونائبه صالح أحمد جامع، ورؤساء ولايات بونتلاند سعيد عبد الله دني، وجوبالاند أحمد مدوبي، وجنوب الغرب عبد العزيز لفتاغرين، وغلمدغ أحمد قور قور، وهيرشبيلي علي غودلاوي، ومحافظ إقليم بنادر يوسف حسين جمعالي.
ينعقد المؤتمر التشاوري سنويا بين قيادات الحكومة الفيدرالية ورؤساء الولايات، غير أنه يمكن أن يلتئم شمله مرتين أو ثلاثًا في السنة حسبما تتطلب الأوضاع، وهذه السنة اجتمع عدة مرات، منها في يناير وأغسطس وسبتمبر؛ لبحث ملفات الانتخابات والإرهاب والجفاف.
رؤية شاملة
بتعبير الباحث السياسي الصومالي، نعمان حسن، فإن الاجتماع يأتي هذه المرة "في ظل حملة عسكرية، وانتفاضة شعبية غير مسبوقة ضد حركة الشباب الإرهابية".
يقول الباحث الصومالي إنه رغم أن هذا الاجتماع هو الرابع منذ انتخاب الرئيس حسن الشيخ محمود في مايو الماضي، فإن هذه المرة تم التركيز على الحرب على الإرهاب؛ استفادة من التوافق الأخير بين القيادات.
بجانب الإرهاب، تناول المؤتمر ملفات متأثرة بنشاط الإرهابيين من غارات وسلب ونهب، ومنها الوضع الإنساني في ظل أزمة جفاف حادة تضرب البلاد نتيجة قلة الأمطار، كما ناقش استكمال اتفاقية إطار الأمن القومي، بحسب حسن.
يهدف المؤتمر إلى التنسيق بين الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات من جهة وبين الولايات وبعضها من جهةٍ للتوصل إلى رؤية شاملة للتعاون، وتسوية الخلافات حول اقتسام المساعدات الدولية والموارد الطبيعية، وإعادة المصالحة الوطنية.
ويتوقع حسن أنه قد يتم حسم مسألة انتخاب حكام الولايات، في ظل التوافق الذي تحققه الحكومة حاليا حول الملفات المهمة.
وحسب وسائل إعلام محلية، فإن هناك اتجاها لتوحيد موعد انتخابات الولايات الخمس لتجري نهاية عام 2025.
إصلاحات وانفراجة اقتصادية
قد يؤدي التوافق حول الملفات السياسية والأمنية بين المسؤولين إلى انفراجة طال انتظارها، بخصوص الاقتصاد الذي تعطل حل أزماته نتيجة الصراعات السياسية وانقسام المواقف حول مكافحة الإرهاب في السابق، كما يوضح الباحث الصومالي.
يتزامن الاجتماع التشاوري مع استعداد البلاد لبَدء التنقيب عن النفط والغاز في 7 مناطق، بعد موافقة الرئيس الصومالي على أن تواصل شركة "كوست لاين إكسبلوريشن" خططها للتنقيب.
كما يشير حسن إلى وجود تفاهمات مع صندوق النقد الدولي لإقراض الصومال قرابة 10 ملايين دولار، وفي نفس الوقت، فإن مِن أهم الملفات التي تعني الحكومة حاليا هو إسقاط الديون.
طلب صومالي من القمة العربية
في ملف الديون كذلك، طالب وزير المالية الصومالي، علمي محمود نور، على هامش اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي انعقد، الجمعة، في الجزائر للتحضير للقمة العربية القادمة، الدول العربية بإعفاء الصومال من الديون المتراكمة عليه.
وأرجع نور ذلك إلى ما تعانيه بلاده من أزمات ترقى لمستوى كارثي، على رأسها الجفاف ونقص الغذاء، إضافة إلى تكاليف الحرب التي تخوضها ضد حركة الشباب الإرهابية التي تنهك موارد الدولة، حسب ما أوردته مواقع إخبارية محلية.