في ساحة مدرسة ناصر الدين، أقدم مدرسة بمقاطعة دار النعيم في ولاية نواكشوط الشمالية، اتجهت أنظار الجميع إلى الطفلين أحمد سالم ومحمد ولد مبارك وهما يرفعان العلم على أنغام أداء الأطفال للنشيد الوطني، بحضور وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي في الحكومة الموريتانية وعدد من المسؤولين.
وبدأت مويتانيا تطبيق القانون التوجيهي الجديد للتعليم بحصر وجود السنة الأولى من التعليم الابتدائي في المدارس العمومية، ما سيؤدي خلال سنوات إلى أن تصبح المدرسة الابتداية عمومية بشكل كامل، إضافة إلى فرض الزي المدرسي الموحد وتغيير المناهج وطبع كتب مدرسية جديدة.
زي مدرسي موحد
بدأ الأطفال مبتهجين بالزي المدرسي الجديد، الأولاد باللون الكاكي والبنات بالقمصان الوردية والسراويل الزرقاء، يبتسم بعضهم لآلات التصوير في براءة.
"أصبح لدينا هذا الزي الجميل.. وأصبحنا نغني النشيد الوطني كل صباح" تقول الطفلة مسعودة محمد متحدثة لموقع سكاي نيوز عربية.
الزي المدرسي الجديد هو أحد مخرجات الأيام التشاورية حول التعليم، الذي يوضح مدير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي في نواكشوط الشمالية محمد السالك ولد الطالب لموقع سكاي نيوز عربية أن الوزارة وزعت ما يغطي 20 بالمئة من تلاميذ التعليم الابتدائي بينما طلبت من المقتدرين على اقتنائه توفيره لأبنائهم. مبرزا أهمية الزي المدرسي بأنه "عندما يكون المظهر هو نفسه تذوب كثير من الفروق بين التلاميذ وينحصر التنافس في التحصيل والتفوق".
وفاء بتعهد انتخابي
خلال الحملة الانتخابية عام 2019 تعهد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بإقامة المدرسة الجمهورية التي تعيد الاعتبار للتعليم العمومي بعد أن هجر كثير من الموريتانيين المدارس الحكومية في العقود الأخيرة بفعل تدهور المستويات ومنافسة التعليم الحر.
ويرى سيد علي الشريف أحمد، مدير مدرسة ابتدائية، أن "ضبابية المناهج التعليمية وسوء أوضاع المعلمين وتغييبهم في رسم السياسة التعليمية، إضافة إلى غياب رؤية مستقبلية أدى إلى تدهور التعليم في العقود الماضية".
ويضيف متحدثا لموقع سكاي نيوز عربية أن "الانتشار الفوضوي للتعليم الحر ساهم بشكل جذري في تدهور المنظومة التعليمية".
لكن السنوات الأولى لحكم ولد الغزواني صادفت جائحة كوفيد 19، ما أدى بقاء المدرسة الجمهورية خارج دائرة الضوء.
وما إن بدأ الوباء في الانحسار حتى اتخذت السلطات الموريتانية خطوات نحو إصلاح التعليم، فتمت مراجعة البرامج المدرسية عام 2020، ونظمت وزارة التعليم ورشات تشاورية حول إصلاح النظام التعليمي عام 2021، أسفرت عن صياغة القانون التوجيهي للتعليم.
مشروع للجميع وبالجميع
قبل أيام من افتتاح السنة الدراسية ترأس الرئيس الموريتاني يوما للتعليم تحت شعار "المدرسة الجمهورية مشروع للجميع وبالجميع"، وقال محمد ولد الغزواني في خطاب بالمناسبة: "إن بناء نظام تعليمي شامل ذي جودة عالية يفتح الآفاق أمام عبقرية الشعب الموريتاني التي هي معينه الذي لا ينضب".
وتعهد بأن حكومته ماضية في دعم التعليم ورفع القدرات المهنية لطواقمه.
وقال ولد الغزواني إن الغاية من إصلاح النظام التعليمي هي "ترسيخ تعاليم الإسلام وقيم الثقافة العربية الإفريقية وقيم المواطنة والمساواة والتلاحم الاجتماعي".