تمكنت الكوادر الفنية في الجيش الوطني الليبي، من رفع كفاءة دفعة جديدة من منظومات الصواريخ بعيدة المدى، وذلك في ظل جهد متواصل بدأ منذ أشهر من أجل إعادة تأهيل هذا السلاح الحيوي.
ونظمت إدارة المدفعية والصواريخ بالجيش استعراضا تدريبيا لوحدات إطلاق الصواريخ الباليستية من طراز "آر-17 إلبروس"، والسرايا الفنية وقوات الإسناد الأخرى، حسب المسؤول الإعلامي بالجيش، عقيلة الصابر.
وأوضح الصابر أن عددا من قادة الجيش تفقدوا القوات المشغلة للمعدات، للوقوف على جاهزيتهم، والقدرة على تنفيذهم المهام الموكلة إليهم، حيث اطلعوا على بيان عملي لعمليات تشغيل تلك المنظومات.
معدات "شبه مدمرة"
- "كانت تلك المعدات في حالة شبه مدمرة، لكن بفضل الجهود المضنية للكوادر الفنية، التي واصلت العمل على مدار الساعة، تمكن الجيش من إعادة تفعيل تلك المعدات وإدخالها إلى الخدمة مجددا، حسب قائد إدارة المدفعية والصواريخ"، اللواء عبد الغني كشبور.
- هذه الصواريخ تعود إلى عهد نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، إذ اشترتها ليبيا منذ حقبة السبعينيات، وبقيت في المخازن دون أعمال صيانة أو متابعة طيلة سنوات.
- الجيش نجح في تأمينها خلال السنوات القليلة الماضية، وحال دون وقوعها في يد المجموعات الإرهابية، التي كانت تنشط في المنطقة الشرقية.
- تغلبت الأطقم الفنية بالجيش على عدة صعوبات لإتمام المهمة، متمثلة في "انعدام قطع الغيار مع استمرار حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا منذ عام 2011، وأيضا تقادم هذا الطراز الذي يعود إلى عصر الاتحاد السوفيتي"، حسب مصادر "سكاي نيوز عربية".
- في مارس الماضي، نفذت "الكتيبة الأولى صواريخ" التابعة للجيش، تدريبا ناجحا، عبر إطلاق صواريخ باليستية، نحو أهداف افتراضية محددة، تبعد 300 كيلومتر جنوب مدينة طبرق، مما أكد نجاح عمليات التطوير.
صواريخ باليستية
- يعتبر صاروخ "آر-17 إلبروس" من أكثر الصواريخ الباليستية انتشارا حول العالم، واسمه العملياتي "سكود- بي"، وصنع الاتحاد السوفيتي أول نسخة منه عام 1964.
- يتجاوز طوله 11 مترا، والعرض نحو متر، والوزن 5 آلاف و900 كيلوغرام، ومداه 300 كيلومتر.
- يستطيع أن يحمل 985 كيلوغراما من المتفجرات، وتصل دقته إلى 450 مترا من موقع الاستهداف.
- تستخدم الصواريخ الباليستية في ضرب الأهداف ذات الأهمية العسكرية الكبيرة، مثل مراكز الاتصال والقيادة والسيطرة، وأيضا القواعد الجوية والدفاع الجوي والرادارات.
- يمكنها أيضا أن تكون فعالة في ضرب الأرتال المدرعة وتجمعات المشاة، لما تملكه من قدرة تدميرية واسعة.
رسالة ردع
ويعد اهتمام الجيش الليبي بأعمال تطوير تلك المنظومات بمثابة "رسالة مهمة" لإظهار قدرته على الردع، كما يرى الباحث السياسي الليبي محمد قشوط.
واعتبر قشوط أن الجيش الليبي "تمكن من إتمام عمليات إعادة التأهيل رغم حظر السلاح المفروض على ليبيا طيلة الـ11 عاما الأخيرة".
"بالإضافة إلى القدرة التدميرية الكبيرة التي تمثلها تلك الأسلحة، لها فائدة أخرى هي دعم الروح المعنوية للمواطنين وأفراد القوات المسلحة، والافتخار بما لديها من قدرات وكفاءات، بما يعزز زرع حالة الانتماء والوطنية لدى الشعب"، وفق قشوط.