ابتلعت أمواج البحر الأبيض المتوسط أحلام 29 ألف مهاجر لقوا حتفهم قبل أن تطأ أقدامهم شواطئ أوروبا، خلال 8 سنوات، وهو عدد ضخم مرشح للزيادة مع استمرار نفوذ عصابات الهجرة غير الشرعية في ليبيا.
ويحذر محللون سياسيون ليبيون، في حديثهم لموقع "سكاي نيوز عربية"، من أن ليبيا ستظل مأوى لعصابات الهجرة غير الشرعية، ما دام فرض حظر التسليح على الجيش الوطني مستمر.
وأصدرت المنظمة الدولية للهجرة تقريرا اطلع عليه موقع "سكاي نيوز عربية" حول الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط منذ عام 2014.
أبرز ما جاء في التقرير:
- 29 ألف مهاجر لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الوصول لأوروبا منذ عام 2014.
- البحر الأبيض المتوسط أكثر طرق الهجرة دموية.
- توفي 2836 منذ يناير 2021 داخل البحر المتوسط.
- أغلب المتوفين كانوا قاصدين إيطاليا ومالطا.
- معظم قوارب الهجرة خرجت من ليبيا وتونس.
- أغلب المتوفين من إفريقيا والشرق الأوسط.
- أغلب حالات الوفاة كان من الممكن تفاديها إذا قدمت لهم مساعدة سريعة.
استراتيجية إيطالية جديدة
وتعد إيطاليا من أكثر الدول التي تعاني من توافد المهاجرين، نظرا لقربها الشديد من السواحل الليبية والتونسية.
وعقدت روما اتفاقات مع ليبيا وتونس وغيرهما للتصدي لقوارب الهجرة.
ويعتبر صد الهجرة غير الشرعية من أولويات رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جيورجيا ميلوني، التي صرحت بأن الحكومة تريد كسر الاتجار بالبشر في البحر الأبيض المتوسط، وتنوي تنفيذ الاقتراح الأصلي لبعثة الاتحاد الأوروبي البحرية "صوفيا"، الذي ينص على منع خروج القوارب من شمال إفريقيا، لكنها لم تحدد الطريقة التي ستنفذ بها هذه الاستراتيجية. غير أنها ألمحت إلى أن بلادها من الممكن أن تفرض حصارا بحريا على هذه القوارب يمنع تماما اقترابها من سواحلها.
لماذا ليبيا ممر للهجرة غير الشرعية؟
- الحدود الليبية الطويلة، وغير المنضبطة في السنوات الأخيرة، مع السودان وتشاد يستغلها المهربون في تمرير المهاجرين منها لضعف الرقابة.
- منذ سقوط نظام حكم معمر القذافي عام 2011، جمعت مصالح بين ميليشيات لها نفوذ وعصابات الهجرة غير الشرعية لاقتسام عوائد التهريب، واتخذت هذه العصابات الحدود الجنوبية الصحراوية الواسعة مركزا لها.
- هذا التعاون تتبعه تسهيلات تقدمها الميليشيات بنفوذها في المؤسسات، خاصة غرب ليبيا، لمرور المهاجرين غير الشرعيين حتى ركوبهم قوارب الموت على الشاطئ.
صداع لن ينتهي قريبا
يستبعد المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، قدرة إيطاليا على حل مشكلة الهجرة غير الشرعية قريبا، قائلا إن "ليبيا ستظل صداعا في رأس أوروبا بسبب مساحتها الشاسعة وقلة الرقابة الأمنية بداخلها".
ويضرب الفيتوري مثلا بما تؤكده تقارير دولية عن أن عصابات التهريب تتفنن في طرق جلب المهاجرين وتوصيلهم إلى الشاطئ الليبي نتيجة الأرباح الضخمة التي وصلت لمليارات الدولارات منذ عام 2011.
أما العمليات البحرية التي أطلقتها أوروبا للتصدي للمهاجرين، قد تكون قللت الأعداد، لكنها لم تمنعها، حسب الفيتوري، الذي يرى أن الحل الحقيقي هو في إنهاء حظر تسليح الجيش الوطني الليبي (المفروض منذ احتجاجات ومظاهرات 2011)؛ كي يتمكن من التصدي لهذه العصابات.
يؤكد هذا من جانبه المحلل السياسي الليبي سلطان الباروني، بقوله إن ليبيا ستظل "من أكثر البلدان التي تجد عصابات الهجرة غير الشرعية فيها بيئة آمنة، حتى يتم تدريب القوات الشرعية في البلاد على القضاء على هذه التجارة".