استؤنفت صباح الأربعاء، عملية العودة الطوعية للاجئين السوريين من لبنان إلى بلادهم، والتي ينظّمها الأمن العام اللبناني بعد توقف دام نحو 3 سنوات.
ماذا في التفاصيل؟
بدأت فجر الأربعاء عودة قوافل النازحين السوريّين من لبنان إلى سوريا، عبر الحدود اللبنانية -السورية في منطقة المصنع بعد أن وضع الأمن العام اللبناني 17 مركزا لتسجيل العودة الطوعية.
وبلغت أعداد الراغبين في العودة نحو 500 ألف نازح، بسبب استكمال العام الدراسي وبانتظار فصل الصيف، فيما الرقم الرسمي للنازحين السوريّين الذين دخلوا بطريقة شرعية أو غير شرعية هو مليونان و80 ألف نازح، ونحو 540 ألف سوريّ عادوا طوعا إلى بلادهم منذ بدء الخطة عام 2017.
وقال أحد العائدين لموقع "سكاي نيوز عربية": "شوقنا كبير لبلادنا، لم نتعرّض لضغوط للمغادرة.. شكرا للبنان".
وقالت سيدة معمرة: "راجعة إلى بيتي، غادرته قبل عشر سنوات، لا بد من هذه العودة خصوصا في خريف العمر."
وقال ربة أسرة: "بطاقة الأمم لم تعد تكفينا، نخشى عدم تأمين مادة المازوت على أبواب الشتاء، والأولاد بلا مدارس، نحن في لبنان منذ 8 سنوات في لبنان وعائلتنا مؤلفة من 4 أشخاص."
وذكر شاهد عيان في منطقة المصنع الحدودية لموقع سكاي نيوز عربية أن "حافلة تابعة للأمن العام أقلّت الراحلين إلى الحدود في نقطة المصنع، ليستقلّوا باصاً جاء من سوريا وغادروا إلى بلادهم."
3 عائلات
وقالت مصادر خاصة للأمن العام اللبناني لموقع "سكاي نيوز عربية" أن " عدد المغادرين عبر حدود المصنع اقتصر صباح، الأربعاء، على 3 عائلات مؤلفة من 12 فردا، جاءوا من جنوب لبنان النبطية".
وأكدت المصادر أن "المراكز الـ 17 التي افتتحها الأمن العام أخيرا لاستقبال طلبات العودة مما ترك ارتياحا كبيرا لدى النازحين الذين صاروا يؤكدون أنهم عائدون إلى بلادهم".
متى الدفعة الجديدة؟
وفيما يتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل مغادرة دفعة جديدة من العائلات وفق مصادرنا الخاصة، وعشية العودة، أكّد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبرهيم في تصريح إعلامي أنّ "إعادة النازحين إلى أرضهم واجب وطنيّ علينا أن نؤدّيه".
وقال: "لم نلقَ من الجانب السوري إلّا كلّ الترحيب والشفافية في التعاطي مع ملفّ عودة النازحين السوريين".
ورأى أنّ "لملف النزوح انعكاسات سلبيّة على كلّ المستويات.. ولن نخضع للضغوط لأنّ مصلحة الشعب اللبناني هي أوّلا وأخيرا، ولن نُجبر أي نازح على العودة وهذا مبدأ لدينا ونسعى لتخفيف العبء عن لبنان".
ورأى المحلل السياسي بشارة خير الله في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية" أن " العبرة تبقى بالتنفيذ".
وأضاف: "المطلوب تأمين مناخ سياسي مشجع من جهة النظام السوري للعودة".
وقال: "إن لم يتوفر المناخ الإيجابي من قبل كل من البلدين لبنان وسوريا حتى لو أدى ذلك إلى التنسيق فيما بينهما، تبقى هذه العودة بأعداد قليلة ولا تجدي نفعا".
كما وعاد من مخيمات عرسال شرق البلاد قبل ظهر الأربعاء قرابة الـ100 عائلة عبر معبر الزمراني القريب من عرسال الذي افتتح مؤقتا لهذه الغاية تحت إشراف الأمن العام اللبناني.
وتضم عرسال 170 مخيماً يعيش فيها حوالي 70 ألف لاجئ سوري، وفق ما أكده رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لموقع سكاي نيوز عربية.
ومن جهتها قالت المنسقة القانونية لوزارة المهاجرين اللبنانية رنا رمضان لموقع سكاي نيوز عربية إن العدد الأكبر غادر من مخيمات عرسال في الدفعة الأولى التي انطلقت اليوم وأعطت رقما تقديريا أن الدفعة ضمت قرابة الـ150 عائلة، ومن المتوقع أن تنطلق أعدادا مماثلة الأسبوع المقبل.