فيما يبدو مؤشرا على اكتمال تشكيلته الوزارية، طالب رئيس الوزراء العراقي المكلّف محمد شياع السوداني، بتحديد الخميس موعدا لعقد جلسة لمجلس النواب العراقي، للتصويت على منح الثقة لحكومته، وذلك وفق وثيقة رسمية نشرتها وكالة الأنباء العراقية، تضمنت الطلب المقدم من السوداني لرئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي.

وأصدر المكتب الإعلامي للسوداني، الأربعاء، بيانا جاء فيه: "يجري مكتب رئيس الوزراء المكلّف السيد محمد شياع السوداني عملية التدقيق النهائي للأسماء المرشحة لتولي المناصب الوزارية في الحكومة الجديدة تمهيدا لعرضها على مجلس النواب الخميس".

وأضاف البيان: "عملية التدقيق تتم عبر فحص الأسماء من قبل لجان مختصة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الداخلية والأدلة الجنائية، وهيئتي النزاهة والمساءلة والعدالة".

وتابع: "ستقوم اللجان بالتأكد من الشهادات الدراسية التي قدمها المرشحون، وأيضا التحقق فيما إذا كان هناك قيد جنائي بحق أحدهم، والتأكد من سلامة موقفهم في هيئتي النزاهة والمساءلة والعدالة، وسيتم استبعاد أي مرشح يؤشر عليه في سجلات الدوائر الرقابية والأمنية المذكورة".

ويرى مراقبون أن حكومة السوداني ستمرر بيسر تحت قبة البرلمان، كونها تمثل ائتلاف إدارة الدولة الذي يسيطر أقطابه في الإطار التنسيقي وتحالف السيادة السني والحزبين الكرديين الرئيسيين على الغالبية البرلمانية، مرجحين أن تكون التشكيلة المطروحة التي ستنال ثقة البرلمان منقوصة، ريثما يتم تذليل العقبات والخلافات حول بعض الحقائب الوزارية التي هي محط شد وجذب سواء بين قوى الإطار التنسيقي أو بين تحالفي السيادة وعزم، أو بين الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني.

تفاؤل حذر بكردستان العراق بشأن الحكومة الجديدة
تشديد أمني ببغداد مع الذكرى الـ3 للانتفاضة

خلاف الوزارات

  • هناك خلافات في صفوف قوى الإطار التنسيقي، خاصة بين دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتحالف الفتح بزعامة هادي العامري، حول حقيبتي الداخلية والنفط على وجه الخصوص، وفق ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
  • يسود خلاف أيضا بين تحالف عزم بزعامة مثنى السامرائي، وتحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر، وهو الكتلة السنية الأكبر، على توزيع وزارات المكون السني.
  • الحزبان الكرديان الرئيسيان (الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بزعامة بافل الطالباني) لم يتوصلا بعد لاتفاق حول تقاسم الوزارات المخصصة للمكون الكردي، بعد فك عقدة انتخاب رئيس الجمهورية.

وحسبما ذكر الكاتب والباحث العراقي علي البيدر، في لقاء مع موقع "سكاي نيوز عربية"، فإن "السوداني أنجز كما يبدو تشكيلته الوزارية وألقى الآن الكرة بملعب مجلس النواب، حيث تشير المعطيات إلى تمكنه من إنجاز أكثر من 75 في المئة من مهمته الخاصة بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو يسعى لتمريرها في زمن قياسي".

أخبار ذات صلة

حكومة العراق الجديدة ونظام النقاط الخاص بتوزيع المناصب
خلافات "كعكة السلطة" بالعراق تتصاعد.. صراع يمهد للمربع الأول

وأوضح البيدر أنه من المتوقع أن يتم تمرير التشكيلة الحكومية ومنحها الثقة بجلسة يوم الخميس المزمعة، وإن لم تكن بتشكيلتها الكاملة، حيث ربما ستبقى وزارتان أو أكثر بانتظار الاتفاق النهائي حول من سيتولى تلك الحقائب.

وبيّن أن "الخلافات لا تنتهي مع الأسف وهي ستستمر غالبا حتى بعد منح حكومة السوداني الثقة، فمثلا هناك عشائر ومحافظات عراقية ومن مختلف المكونات، تطالب بأن يكون لها حصص، وأن تراعى في توزيع الوزارات والمناصب ما بين الكتل والمكونات خارج سياق المحاصصة التقليدية القائمة على أسس طائفية وقومية، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية في التمثيل الحكومي والإداري، وبما يضمن الأخذ بالاعتبارات المناطقية مثلا".

جدير بالذكر أنه تم تكليف السوداني بتشكيل الحكومة الجديدة في 13 من الشهر الجاري من قبل رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، وذلك بعد عام كامل على الأزمات والخلافات السياسية العاصفة، التي أدخلت البلاد في انسداد سياسي مزمن .

وسيعني نجاح رئيس الوزراء المكلف بتمرير تشكيلته الحكومية في جلسة الخميس المرتقبة للبرلمان، أنه قد تمكن خلال أسبوعين من إنجاز المهمة، التي يجب الانتهاء منها في مدة أقصاها 30 يوما من تاريخ التكليف.