بحثاً عن مخرج من أزمتها الطاحنة، وفي محاولة شبه نهائية لتفادي سيناريو التلاشي التام والانهيار التنظيمي، يحشد تنظيم الإخوان كافة قواه في الوقت الراهن، في محاولة استغلال أوراقه الأخيرة لعودة النشاط الإعلامي واستدعاء جناحه المسلح (الكماليون)، أملاً في النفاذ مجدداً إلى المشهد السياسي المصري.

يحاول التنظيم الترويج لها من خلال تكثيف النشاط الإعلامي أو استغلال منصاتها للتحريض على التظاهر وتأليب الرأي العام ضد المؤسسات الوطنية، يعتبرها مراقبون "وهمية"، وتعكس حالة من الانهيار التاريخي والفشل غير المسبوق للجماعة، التي تبحث عن موطئ قدم.

منظومة الإعلام التحريضي التي يراهن عليها الإخوان باعتبارها آخر أوراق التنظيم، فقدت أي مصداقية أو ثقة لدى المواطنين، وبالتالي فقدت أي قدرة على التأثير وفي المقابل نجحت المواجهة الأمنية في رصد مخططات الإرهاب والتصدي لها.

وفي تصريح مقتضب تعليقا على الأمر، قال مصدر أمني مصري لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "كل المخططات العدائية التي تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية في الداخل والخارج تحت الرصد والمتابعة، وسيتم التصدي لها وإحباطها على أعلى مستوى".

ويقول الباحث المصري المختص بقضايا الأمن الإقليمي محمد فوزي إن تنظيم الإخوان تبنى خلال الأيام الماضية العديد من التحركات اللافتة والنوعية، التي ارتبطت من جانب بتطورات الأزمة الداخلية للتنظيم، ومن جانب آخر بالسعي لتصدير حالة من الارتباك للداخل المصري، رداً على الهزائم المتكررة التي تلقاها التنظيم في السنوات الأخيرة من قبل الدولة المصرية.

أخبار ذات صلة

بفضائيتين خلال 24 ساعة.. مخطط إخواني جديد لإثارة الفوضى
"ميدان".. ذراع إخواني جديد لتفريخ الإرهابيين وتنفيذ العنف

لماذا الآن؟

ويرى فوزي أن تحركات الجماعة تأتي أيضاً في إطار استغلال لبعض الظروف والسياقات المهمة ومنها قرب موعد عقد قمة المناخ التي ستُعقد في شرم الشيخ، والشروع في الإجراءات النهائية للبدء الفعلي لجلسات الحوار الوطني في مصر، وهي استحقاقات تسعى الجماعة إلى التأثير سلباً عليها عبر تبني بعض التحركات التي قد توظفها الجماعة من أجل نقل صورة مغلوطة عن الأوضاع في مصر، من خلال التركيز على سردية وادعاء وجود بعض مظاهر الارتباك والاضطراب السياسي في البلاد.

وبحسب فوزي، يجد المتابع للتحركات الإخوانية الأخيرة أن هذه التحركات ركزت من جانب على الحشد والتجييش للمصريين ضد الدولة، والتركيز على البعد الاقتصادي في الحشد، ومن جانب آخر على تنشيط اللجان الإلكترونية الإخوانية، وإطلاق بعض الأذرع الإعلامية الجديدة.

وقد عبرت هذه التحركات في مضمونها، وكذا تزامنها مع حشد من بعض الدوائر الإخوانية في المنطقة للتحرك من أجل التخديم على مشروع التنظيم الدولي، عن وجود مساعي لاستعادة الحضور والفاعلية في المشهد العربي بشكل عام.

هل تنجح تحركات التنظيم

ويتوقع فوزي إلا تؤثر حالة التجييش والحشد التي يقوم بها تنظيم الإخوان، كثيراً على الشارع العربي بشكل عام، ففي مصر يوجد بعض الاعتبارات التي تحول دون فاعلية هذه التحركات ومنها فقدان التنظيم للشرعية الشعبية، في مقابل حالة الرضا العام عن مشروع 30 يونيو 2013، فضلاً عن تراجع رهان الشارع المصري على فكرة الحشد والتظاهر لما لهذا الخيار من تكلفة كبيرة، عانى الشعب من وطأتها على مدار سنوات.

ويضيف: " إذا نظرنا إلى الحالة التونسية سنجد أن دعوات وحشد حركة النهضة الإخوانية للتظاهر ضد الرئيس قيس سعيد في أكتوبر المنصرم، قد بائت بالفشل واستمر الرئيس التونسي في مشروعه، ورؤيته، ما عبر عن فقدان الحركة الإخوانية لشرعيتها الشعبية وقواعدها الاجتماعية، وهي اعتبارات تؤيد فرضية عدم قدرة الحركات الإخوانية في العالم العربي على العودة إلى المشهد عبر الشارع والضغوط والحشد الذي تمارسه اللجان الإلكترونية".