يواجه النازحون العراقيون في المخيمات، مخاطر البرد القارس، وهطول الأمطار، مع حلول فصل الشتاء، خاصة أن أغلب هذه المخيمات تقع في إقليم كردستان العراق، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير.
وللعام التاسع، يعيش أكثر من مليون نازح، في ظروف إنسانية صعبة، مع غياب المستلزمات الأساسية والمعيشية، وانتشار الأمراض والأوبئة، وضعف المساعدات الواصلة إلى هناك.
ومع مجيء رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، إلى منصبه في مايو عام 2020، أطلق حملة واسعة، لإنهاء ملف النزوح في البلاد، عبر تسوية ملفات المهجرين، وإعادتهم "طوعا" إلى منازلهم، حيث تم إغلاق جميع مخيمات النازحين في كل المحافظات، باستثناء إقليم كردستان العراق، ومخيم الجدعة في محافظة نينوى.
عشوائيات النازحين
لكن منظمة الهجرة الدولية، كشفت الشهر الماضي، عن وجود أكثر من 400 موقع غير رسمي للنازحين في العراق، يضم أكثر من 14 ألف عائلة، غالبيتها تمتلك بيوتا في مناطق سكانها الأصلية، لكن عوائق تحول دون عودتهم متمثلة بتعرض بيوتهم لأضرار أو عدم وجود ظروف معيشية ملائمة في مناطقهم الأصلية.
وذكر تقرير للمنظمة بشأن حركة العائلات النازحة في العراق، أن "العوائل النازحة والعائدة المقيمة في مواقع غير رسمية تكون معرضة لمصاعب وتواجه تحديات كبيرة في تحقيق حلول مستدامة لمشاكل النزوح".
المتحدث باسم وزارة الهجرة العراقية، علي عباس، أكد في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية" انطلاق عدة حملات لمساندة النازحين في المخيمات، لمواجهة الظروف المناخية:
- بدأنا بتجهيز الوقود للمخيمات، عبر التواصل والتنسيق مع وزارة النفط المعنية بهذا الملف، للإسراع في إيصال تلك المادة إلى المخيمات.
- أطلقت الوزارة حملة واسعة، لتوزيع المواد الغذائية، على العائلات هناك، في أربيل والسليمانية، ومخيمات جنوبي دهوك، وستشمل كل المخيمات.
- كما هيأت الوزارة 600 خيمة، لاستبدال القديمة منها، والمهترئة، بسبب عوامل الطقس، فضلا عن تجهيز وجبة أخرى للاحتياط، في حال حدوث حرائق.
- برامج العودة انخفضت في الوقت الحالي، بسبب حلول الموسم الدراسي، ومستمرون بالعمل مع السلطات الأمنية وشركائنا الآخرين، لتحقيق تقدم كبير في ذلك.
- العشوائيات موجودة في أغلب أنحاء العراق، وهي تضم نازحين، لكن الهجرة لديها قاعدة بيانات رسمية للتعامل مع هؤلاء النازحين، فيما يتعلق بالمساعدات أو تنشيط برامج العودة وتذليل العقبات أمامهم.
رحلة شاقة
نزح هؤلاء المواطنون، عام 2014، عندما داهم تنظيم داعش الإرهابي، مناطقهم السكنية، وكذلك الفصائل المسلحة، وأغلبهم من مدن جرف الصخر بمحافظة بابل، والعوجة في محافظة صلاح الدين، والعويسات في محافظة الأنبار، وكذلك قرى محافظة ديالى، مثل المقدادية، والسعدية، وحوض الوقف، وغيرها.
وتصطدم برامج العودة التي تطلقها الحكومة العراقية، غالبا، بمشاكل عشائرية، وثأر، والقلق من الوصمة الاجتماعية، فضلا عن غياب الأمن المستدام في أغلب تلك المدن، بسبب هيمنة مجموعات مسلحة، عليها، ما يستدعي إطلاق تسوية شاملة، لإنهاء هذا الملف.
بدوره، قال الناشط في المجال الحقوقي، وسام عبدالله، إن "أزمات النازحين تتصاعد مع حلول الشتاء، بسبب عوامل الطقس، هطول الأمطار، بما تسببه من وحل في المواقع التي يسكنون فيها، فضلاً عن وجود خيم مهترئة، لا تقي من البرد الشديد، بالإضافة إلى مخاطر الاحتياج المستمر إلى الدواء والغذاء، والوقود، ومستلزمات التنظيف وغيرها".
وأضاف الناشط العراقي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "الإجراءات الحكومية غير كافية، وما زالت تلك المخيمات تحتاج إلى إجراءات سريعة وعاجلة، توازي حجم البؤس الذي يعيشه النازحون هناك، ما يستدعي العمل والتنسيق بشكل أكبر مع منظمات دولية، وعربية، للمساندة، خاصة أن مسألة العودة بحاجة إلى وقت أطول، بالنسبة إلى المخيمات في إقليم كردستان".
وتسبب النزاع مع تنظيم "داعش" بنزوح 6 ملايين شخص داخل العراق، وفق بيانات منظمة الهجرة الدولية، موضحةً أن مئات آلاف الأسر عادت إلى بيوتها بعد 4 سنوات.