تواصلت الجهود الأمنية المكثفة للجيش الوطني الليبي، من أجل ضبط الحدود الجنوبية المشتركة مع ثلاث دول، حيث يسعى إلى تجفيف أغرب خط تهريب، تتسرب من خلاله سيارات مسروقة في الساحل الغربي والعاصمة طرابلس إلى النيجر.

والبداية كانت بتلقي منطقة سبها العسكرية بلاغا من إدارة البحث الجنائي بطرابلس عن سيارة مسروقة يجري نقلها إلى الجنوب بغرض تهريبها.

كمين للمهربين

واتضح بجمع المعلومات أن الوجهة هي النيجر، حيث جرى تتبع مسار قافلة المهربين، وتحديد موقعها وهي باتجاه الخط الحدودي، ونصب كمين محكم لهم بالتعاون بين قوة المثلث الأمني سبها، والسرية الثانية المختصة بحماية مطار الويغ العسكري، وذلك قبل مغادرتهم البلاد.

وتشير التحقيقات الأولية إلى وجود عصابات منظمة لسرقة السيارات في طرابلس والمنطقة الغربية، على علاقة بمهربين يستقبلون السيارات المسروقة، ثم يوجهونها إلى النيجر.

عرض السيارات المسروقة في النيجر

وهناك العديد من البلاغات التي قدمت حول سيارات مسروقة داخل ليبيا، جرى تهريبها إلى العديد من دول الجوار، وهي جرائم راجت بشكل ملحوظ منذ العام 2011، ولكن نشاطها أصبح محدودا أكثر مع إحكام الجيش الليبي تأمين الحدود في عدة مواقع.

وهناك أسواق غير رسمية في النيجر تعرض فيها سيارات ما تزال تحمل اللوحات الليبية، وتذهب التقديرات إلى وجود مئات المركبات التي جرى تهريبها طوال السنوات الماضية، وفق مصادر "سكاي نيوز عربية".

أخبار ذات صلة

ليبيا.. هل تكسر العودة لدستور 1951 حالة الجمود السياسي؟
رصد "غزو" كائنات بحرية غريبة لشواطئ ليبيا.. منها سيء السمعة

ممرات التهريب

ورغم وعورة التضاريس الحدودية بين النيجر وليبيا، إلا أنها تشهد نشاطا ملحوظا، وذلك عبر ممرات التجارة القديمة، وأبرزها الذي يطلق عليه "ممر السلفادور"، الذي يستخدم من تنظيمات إجرامية كبيرة لتهريب الأسلحة والمخدرات، وحتى حركة الهجرة غير الشرعية، مستغلين عدم قدرة قوات أمن النيجر أو ليبيا إلى الوصول إلى المنطقة وتأمينها، بما يوفر لهم "ممرا مثاليا" للأنشطة غير المشروعة.

ومنذ العام 2011، أصبح ممر سلفادور أحد أخطر نقاط العبور في المنطقة، وينتعش به تهريب المهاجرين والوقود والسلع الأساسية، ويستخدم الآن بشكل حصري تقريبا من قبل الشبكات الإجرامية معقدة، عابرة الحدود، والمدججة بالسلاح، وهي التي تقف وراء كل أنشطة التهريب غير القانونية.

استعراض للقوة

وينفذ الجيش الليبي خطة لتأمين المناطق الحدودية الشاسعة مع دول عدة، وذلك عبر تسيير الدوريات، وذلك لإحكام السيطرة عليها، وفق ما يشير إليه الخبير العسكري محمد الصادق.

وأضاف أن الجيش تمكن من الحد من نشاط التهريب، بالإضافة إلى جهوده الأخرى في تأمين حقول النفط.

وسينظم الجيش خلال الفترة المقبلة عرضا عسكريا كبيرا في مدينة سبها بقلب الجنوب، وفق الصادق، والذي سيكون إظهارا للقوة والمجاهرة بها، وتأكيد وجود الأمن في الجنوب، وذلك لردع النشاط الإجرامي والإرهابي هناك.