دعا متحدث باسم تنظيم داعش الإرهابي في رسالة صوتية أنصار ومؤيدي التنظيم حول العالم لزيادة الدعم سواء عبر الأفراد والتبرعات العينية، دعوة تشي بأزمة كبيرة رغم أن تقديرات سابقة لوزارة الخزانة الأميركية تشير إلى امتلاك التنظيم نحو 100 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية.
وبحسب إذاعة "صوت أميركا" فإنه بعد خسارة التنظيم لمناطق سيطرته التي كانت تغدق عليه الأموال من بيع النفط المسروق، بات يواجه تنظيم داعش بعض الأزمات في التمويل بعد هزيمته في سوريا والعراق وكذلك إحكام كثير من الدول لعمليات تحويل الأموال ومراقبتها بشكل صارم.
وأوضحت أنه منذ مارس 2019، اتجه تنظيم داعش إلى مصادر تمويل أخرى بينها قتل الرعاة وسرقة ماشيتهم وكذلك ابتزاز المجتمعات المحلية في شرق سوريا لتمويل أنشطته حيث اعتبرها بمثابة سلاح ذي حدين، ما بين سد عجز التمويل والإمداد وكذلك إثارة الفوضى عبر عمليات القتل التي يستغلها أحيانا للتخفي بين النازحين.
ونقلت عن قادة عسكريين بقوات سوريا الديمقراطية وهي عبارة عن تحالف عسكري كان شريكا لأميركا في مكافحة داعش، أن هذه الأساليب تمت إلى حد كبير في محافظة دير الزور شرق سوريا، كما يقوم عبر خلاياه النائمة في المناطق المتاخمة للرقة وحلب وحماة بشن هجمات واسعة النطاق للنهب.
وحول أماكن تصريف المسروقات، ذكرت صحيفة "مترو" البريطانية أن عناصر التنظيم المتخفين في هيئة رعاة الأغنام يبيعونها إما للسكان المحليين بأسواق الماشية، أو في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها قسد وكذلك جنوبا في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة وأيضا عبر الحدود مع العراق.
جريجوري ووترز، الباحث بمشروع مكافحة التطرف (مقره نيويورك):
- الدخل بات ضعيفا بعد خسارة تجارة النفط كل ما يحتاجونه حاليا إمدادات لخلاياهم والدفع للمهربين.
- بات الابتزاز والسرقة عملية سهلة ومربحة، حيث تخدم هذه الطريقة غرضا آخر يتمثل زيادة الفوضى ومن ثم ارتفاع أعداد النازحين داخليا ما يعني مزيدا من المعابر غير الرسمية.
- هذه الأوضاع تسهل على الدواعش التخفي والتسلل بين الغرباء.
- سعر كل رأس ماشية يبلغ نحو 10 آلاف ليرة سورية، ما يعني جمع التنظيم لملايين العملة المحلية وهو ما يمثل نموذجا للتمويل الذاتي مع تعافي داعش.
- تستخدم الأموال في دفع رواتب عناصر داعش والمهربين وشراء البضائع وأحيانا السلاح.
- كانوا يجنون ملايين الدولارات من النفط وأغلب التمويل حاليا إقليميا أو محليا.
- حالة عدم الاستقرار في المنطقة عامل رئيسي في عودة ظهور داعش حيث ينمي الاقتصاد المتهاوي تجارة السوق السوداء.
تركي الضاري، مسؤول بمجلس دير الزور العسكري:
- التنظيم الإرهابي يستخدم وسائل عديدة لنهب المال من ملاج المتاجر عبر العنف أو التهديد بالقتل.
- عناصر داعش تستهدف المواطنين الذين لهم علاقات مع قوات قسد ومؤسساتها.
- رأينا التنظيم الإرهابي يمارس هذه الأساليب بشكل واسع في الريف الشرقي لدير الزور.
- من يرفض دفع الأموال يواجه عقابا قاسيا بتفجير متاجرهم أو سياراتهم وحتى بيوتهم.
5 أدوات للتمويل
المحلل العراقي، هاشم عبد الكريم، قال إنه رغم خسارة داعش مناطق سيطرته في سوريا والعراق إلا أنه يعمل ببطء على استعادة نفوذه وهناك 5 أدوات للتمويل هي "الفدية" و"الابتزاز" و"سرقة الماشية" و"إتاوات شاحنات النفط أو سرقة خطوط الإمداد" وأخيرا "التحويلات من مؤيديه في أوروبا".
وأضاف عبد الكريم، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن عناصر التنظيم لجأوا إلى أساليب بوكو حرام وغيرها من التنظيمات الإرهابية في إفريقيا لتمويل عملياته عبر احتجاز الرهائن وطلب الفدية، إضافة إلى ابتزاز أصحاب المصانع والمحال والشركات بفرض إتاوات وعقوبات قاسية على المخالفين.
وأشار إلى أن مناطق شمال شرق سوريا فيها أكبر نسبة من آبار النفط، ولذلك فإن عناصر التنظيم تقوم بسرقة خطوط الإمداد في المنطقة وفرض ضرائب على المستثمرين في حقول النفط هناك، ويحدث الأمر نفسه بالمحافظات العراقية السنية وعلى رأسها صلاح الدين والأنبار وديالى.
وأوضح أن التنظيم جمع مبالغ كبيرة خلال سيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق إلا أن ما يحدث هو جزء من استدامة التمويل وعدم الاعتماد على الرصيد الحالي، التنظيم قادر على تمويل عمليات أوسع فهو لديه أيضا استثمارات في سوريا والعراق وتركيا، بخلاف التحويلات التي يحصل عليها من المهاجرين في أوروبا.
ولفت إلى أن التنظيم الإرهابي يستثمر أيضا في العملات المشفرة فهو أثبت إبداعه في كيفية استخدامه التكنولوجيا لمصلحته وتنويع مصادر دخله.