رست سفينة الإنزال البريطانية "إتش إم إس آليبون" في ميناء طرابلس، اليوم الأربعاء، وذلك في حدث استثنائي.

وقالت السفارة البريطانية بليبيا، في بيان، إن السفينة هي أول قطعة تابعة للبحرية الملكية البريطانية، التي ترسو في ليبيا منذ نحو ثمان سنوات.

وأضاف البيان: "يتطلع طاقم السفينة إلى يوم مميز مع نظرائهم في البحرية الليبية. المملكة المتحدة ملتزمة بالعمل مع جميع الشركاء في ليبيا من أجل تعزيز الاستقرار".

أخبار ذات صلة

قبل الشتاء.. إيطاليا تسعى لزيادة وارداتها النفطية من ليبيا
ليبيا.. إيرادات النفط تتجاوز 11 مليار دولار في 7 أشهر

تأمين إمدادات الطاقة

وتندرج زيارة سفينة الإنزال ضمن مساعي بريطانيا من أجل "تأمين وحماية إمدادات الطاقة الليبية بعيدا عن الأطراف الأوروبية المنافسة"، بحسب ‏رئيس المؤسسة‏ لدى ‏مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث‏ جمال شلوف.

وأضاف شلوف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "تسعى لندن لكي تنأى بنفسها عن الدول الأوروبية التي اختلفت أجندات مصالحها في ليبيا".

وتابع: "هذا الاستعراض البريطاني المعلن هو إيفاء لتعهد بريطاني سابق للأوروبيين بأنها قادرة على فعل هذا، وتأمين مسارات الطاقة في المياه الليبية".

أخبار ذات صلة

إغلاق المنشآت النفطية يكبد ليبيا خسائر "ضخمة"
ظلام دامس في ليبيا.. أزمات السياسة تعصف بالحياة

عودة بعد غياب

وربط الخبير العسكري المصري العقيد حاتم صابر زيارة السفينة البريطانية بالحرب الدائرة في أوكرانيا، ومن أجل تأمين مصادر الغاز الطبيعي البديلة للغاز الروسي.

وتأتي الزيارة بالتزامن مع "التسريب" الذي وقع في خطي الغاز الطبيعي "نورد ستريم" 1 و2، اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا، حيث قالت موسكو إنها لا تستبعد فرضية "أعمال التخريب" وراء التسرب، في حين رجحّ الاتحاد الأوروبي أن يكون الحادث "مدبرا".

وأشار صابر إلى أن بريطانيا "غابت عن المشهد الليبي، خصوصا فيما يتعلق باستخدام قدراتها العسكرية، بينما كان هناك حضور أوروبي عبر مهمة (إيريني) في البحر المتوسط".

ووفق صابر فلا يتضح ما إذا كانت هناك نية بريطانية للعب دور أكبر في التوفيق بين الأطراف الليبية، واصفا المشهدين السياسي والأمني في ليبيا بأنه أصبح أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

وتسعى الدول الغربية إلى زيادة إمداداتها من الطاقة من مصادر بديلة لروسيا، فبالإضافة إلى ليبيا، فقد اتجهت الأنظار إلى الدول الإفريقية، حيث سيدشن خط لنقل الغاز من نيجيريا وعبر النيجر ومرورا بالجزائر إلى أوروبا، وهناك خط آخر مقترح من المغرب، كما تتجه مصر لزيادة صادراتها من الغاز المسال بنحو الضعف، بالإضافة إلى كميات من غاز شرق المتوسط.