مع انقضاء فصل الصيف، حقق قطاع السياحة في تونس انتعاشا لافتا بعد موسمين من الصعوبات بسبب فيروس كورونا، وسط آمال باستئناف القطاع لنشاطه الطبيعي مع حلول موسم 2024.

وسجلت تونس خلال الموسم السياحي للعام الحالي زيارة أكثر من 4 ملايين سائح، محققة بذلك ارتفاعا في عدد السياح الوافدين بـ16 بالمائة مقارنة بعددهم في العام الماضي، وفق تصريحات لوزير السياحة التونسي معز بلحسين في ندوة صحفية، أكد فيها أن القطاع بدأ يتعافى على مستوى عدد الوافدين و حجوزات الفنادق، كما تطور على مستوى نوايا الاستثمار بما قيمته 495 مليون دينار تونسي، فضلا عن انطلاق تهيئة محطات ووحدات سياحية جديدة في محافظات توزر و بنزرت و باجة و القصرين.

وفي هذا السياق، قال المسؤول عن قطاع السياحة في محافظة سوسة الساحلية، توفيق القايد، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، إن الاستثمار في الاستضافات العائلية ومراكز التنشيط السياحي وخلق تظاهرات كبرى جالبة للسياح ساهم في نجاح الموسم، واستدامته خارج فصل الصيف.

أخبار ذات صلة

"حديقة إفريقيا في تونس".. مقبرة لمهاجرين مجهولين لفظهم البحر
هل تفضي الملفات القضائية إلى حل حركة النهضة الإخوانية بتونس؟

 وأكد القايد أن تونس حرصت خلال الموسم المنقضي وبعد عامين من فيروس كورونا على تنويع منتوجها السياحي ليشمل السياحة الرياضية باستجلاب الفرق الرياضية للتدريب في التنس وغيرها من الرياضات في ملاعب تونسية، إلى جانب الاستثمار في السياحة الثقافية عبر المناطق الأثرية والتراثية، والتفكير في سياحة ذكية توظف الموروث اللامادي والجانب الايكولوجي وتستغل الإقامات الريفية بهدف خلق مجال سياحي لا ينحصر في الشريط الساحلي ويتجاوزه إلى أعماق تونس حيث المناطق الخضراء والصحاري.

ومن جهته عبر المندوب الجهوي للسياحة في جزيرة جربة، هشام المحواشي، عن سعادته باحتلال الجزيرة للمرتبة الأولى من حيث عدد الليالي المقضاة في النزل، وقال إنها "عرفت موسما استثنائيا ومؤشرات تدل على عودة الروح للقطاع بعد زيارة 737 ألف سائح لجزيرة جربة مند بداية الموسم".

وأوضح المحواشي في حديثه مع الموقع أن السياح الفرنسيين ثم الجزائريين والليبيين احتلوا المراتب الأولى في عدد الوافدين على الجزيرة بينما شهد الموسم عودة قوية لجل الأسواق التقليدية ومنها ألمانيا وبلجيكا.

وأضاف أن الحركة السياحية مازالت نشيطة في الجزيرة خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر حسب ما تبينه الحجوزات خاصة وأن جزيرة جربة تستعد لاحتضان القمة الفرنكوفونية العالمية خلال نوفمبر القادم.

هذا وتعمل تونس في السنوات الأخيرة على الاستفادة من تنوعها الجغرافي لتقديم خدمات سياحية متنوعة وعدم الاكتفاء بالسياحة الساحلية التي بقيت لسنوات الوجهة الوحيدة الجاذبة للأجانب وذلك بالاستثمار في السياحة الايكولوجية وسياحة المناطق الخضراء وسياحة المغامرات والتخييم إلى جانب السياحة الاستشفائية بمياه البحر وسياحة المناطق الصحراوية، ونوعت من أجل ذلك أشكال الايواء السياحي بين النزل المصنفة والإقامات العائلية والإقامات الريفية وغيرها.