في ضربة كبيرة لإخوان تونس، احتجزت شرطة مكافحة الإرهاب، رئيس الوزراء الأسبق والقيادي البارز بحركة النهضة، علي العريض، بعد التحقيق معه بشبهة تسفير الشباب إلى بؤر التوتر.
كما مثل رئيس حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي، أمام النيابة التونسية للتحقيق معه في تتهم تتعلق بالإرهاب، في خطوة اعتبرها محللون "مسارا صحيحا للبلاد في محاسبة شبكة من الفاسدين حكمت البلاد ودلست على التونسيين وتورطت في دماء أبنائهم خاصة بملف تسفير الشباب لبؤر التوتر".
واتهمت أحزاب تونسية حركة النهضة بدعم الإرهاب أثناء فترة حكمها بعد 2011، وحث الشبان في المساجد والاجتماعات الخاصة على الانضمام للجماعات الإرهابية في سوريا، فيما تتورط في عملية تسفير الشباب مئات الجمعيات الدينية بتونس والمرتبطة بحركة النهضة الإخوانية، حيث تم حل العشرات منها، بعد ثبوت علاقتها بأعمال إرهابية.
ماذا حدث؟
- الاثنين، حضر رئيس حركة النهضة الإخوانية مع نائبه رئيس الحكومة الأسبق علي العريض، إلى النيابة للتحقيق معهما بتهم تتعلق بـ"تسفير إرهابيين" من تونس إلى سوريا والعراق
- قررت "الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب" تأجيل استجواب العريض إلى ظهر الثلاثاء.
- يعود فتح الملف إلى شكوى تقدمت بها النائبة السابقة بالبرلمان وعضو لجة التحقيق البرلمانية في شبكات التسفير، فاطمة المسدي، في ديسمبر 2021 لدى القضاء العسكري، للكشف عن ملابسات ملف التسفير والأطراف المتورطة فيه، والذي يعدّ من أكثر الملفات الشائكة والغامضة في تونس.
- على مدار سنوات حكمهم، أجهض الإخوان مساعي عديدة للتعامل مع ملف تسفير الشباب، وتسببت ممارسات الحركة الإخوانية في عرقلة عمل لجنة تحقيق برلمانية مخصصة لكشف شبكات التسفير، وتم إجبار رئيستها على الانسحاب من موقعها، بعد أن كشفت خيوط هذه الشبكات وعلاقتها بالنهضة.
- في منتصف يوليو الماضي، مثل الغنوشي أمام النيابة التونسية لاستجوابه بصفته متهماً في القضية المرتبطة بالتمويلات المشبوهة لجمعية "نماء" الخيرية، إلى جانب نجله معاذ الغنوشي، وصهره وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام، ورئيس الحكومة أمين عام الحركة السابق حمادي الجبالي.
ما القصة؟
- خلال 2011 و2013، جرى تجنيد الشبان بجوامع ولايات البلاد وإرسالهم للقتال في بؤر التوتر.
- هي فترة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة، التي دعمت وساندت الحركات الإرهابية في سوريا.
- نحو 6000 تونسي توجهوا إلى سوريا والعراق، العقد الماضي، للانضمام إلى الجماعات الإرهابية.
- 2017 .. تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في تجنيد وتسفير التونسيين.
- مايو 2017: إقالة ليلى الشتاوي من رئاسة اللجنة ما أرجعته لكشفها ملفات تزعج أطرافا لم تحددها.
- يوليو 2021: إقالة قاضي الإخوان بشير العكرمي بعد أعوام من تعطيله فتح الملف.
- ديسمبر 2021: دعوى قضائية تقدمت بها النائبة السابقة فاطمة المسدى لفتح الملف الشائك.
- شمل الملف 126 شخصا بين سياسيين ونواب ورجال أعمال وقيادات بحركة النهضة.
- الأجهزة الأمنية تعتقل العديد من المتورطين وسط توقعات بأن يشمل المزيد.
من هم أبرز الموقوفين؟
- رئيس الحكومة الأسبق علي العريض.
- القيادي الإخواني التونسي الحبيب اللوز.
- القيادي في حزب ائتلاف الكرامة محمد العفاس.
- النائب السابق في البرلمان المنحل رضا الجوادي.
- رجل الأعمال محمد فريخة.
- محافظ مطار قرطاج السابق فتحي بوصيدة.
- نور الدين الخادمي وزير الشؤون الدينية الأسبق.
- فتحي البلدي مسؤول أمني.
- عبد الكريم العبيدي مسؤول أمني.
البشير بلحسن إمام أحد المساجد.
هلع وسط الإخوان
قال الصحفي التونسي، جمال بن عمر، إن الحالة التي تعيشها حركة النهضة تشي بأن نهاية الإخوان اقتربت، فمن وقفة احتجاجية إلى مؤتمر صحفي، هناك حالة رعب من توقيف الغنوشي كما حدث مع رئيس الحكومة الأسبق على العريض.
وأضاف "البلاد على المسار الصحيح في محاسبة الفاسدين والمتورطين في دعم الإرهاب وتسفير الشباب للموت في بؤر التوتر، مؤكدا أن "ملفات العشرية السوداء المسمومة فتحت ولن تغلق أو تحفظ كما كان يحدث إبان سيطرة الغنوشي على مقاليد البلاد".
ودعا السلطات التونسية إلى الاستجابة إلى أولياء الشباب العالقين في سوريا وليبيا والعراق وإرجاع حقوقهم عبر إدانة قوى الظلام التي سهلت وأمنت سفر الشباب إلى الخارج معرفة من جندهم وكيف خرجوا من تونس.
وأكد أن فتح هذا الملف الشائك الآن وتوقيف مثل هذه القيادات البارزة يثبت نوايا الرئيس التونسي قيس سعيد في الضرب بيد من حديد ضد كل من أفسدوا الحياة في تونس، خلال السنوات العشر الماضية تغلغل فيها الإخوان في كل مفاصل الدولة.