اندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين ميليشيات على طريق المطار بالعاصمة الليبية طرابلس، في الساعات الأولى من صباح الاثنين.

وبدأت الاشتباكات لدى مرور دوريات لمجموعة "قوة دعم المديريات" في محيط الطريق حيث تمركزت حديثا قوات تابعة للميليشياوي من مدينة الزاوية (غرب البلاد) محمد بحرون، التي بادرت في فتح النار على تلك الدوريات، حسب المصادر.

وتشهد المنطقة ارتفاعا في الخروقات الأمنية وتزايدا في عدد جرائم السرقات والخطف خلال الآونة الأخيرة، وفق المصادر الأهلية، التي تشير إلى تمكن قوة دعم المديريات من السيطرة على سيارة مسلحة لميليشيات بحرون، بينما تفيد الأنباء الأولية بوقوع إصابات بين الطرفين.

ورجحت المصادر أن تكون الخلافات على مناطق النفوذ والسيطرة هي المحرك وراء تلك الاشتباكات، خصوصا أن الطرفين مؤيدان للحكومة منتهية الولاية، لافتة إلى وصول عناصر لميليشيا "444" للفصل بين المتصارعين حتى لا تتجدد المواجهات بينهما.

غياب المهنية

كما ترجع تلك الاشتباكات إلى وجود أشخاص في المؤسسات الأمنية بالمنطقة الغربية غير مؤهلين لأداء المهام. كما يشير الخبير الأمني العميد محمد الرجباني، إلى تفريغ وزارة الداخلية من عشرات الضباط المهنيين الأكفاء، بينما هناك أشخاص "بين يوم وضحاه" جرى تقليدهم رتب عليا دون وجه حق، وأوكلت مهام حفظ الأمن للمجموعات المسلحة والميليشيات.

ومنحت عشرات الترقيات الاستثنائية من قبل الحكومة منتهية الولاية دون الاكتراث بالشروط القانونية، كما يشير الرجباني، الذي أضاف أن "المؤسسات السيادية في ليبيا تعرضت للتدمير طيلة السنوات الماضية".

أخبار ذات صلة

ليبيا.. ما وراء الاجتماع الكبير لقادة الميليشيات في "بوستة"
إيلون ماسك يثير الرعب في ليبيا.. ما القصة؟

نزاع على النفوذ

وتشهد العاصمة طرابلس مواجهات بين الميليشيات، التي إن اجتمعت في تبعيتها السياسية، فهي تعود إلى الاختلاف والنزاع على مناطق النفوذ والسيطرة، كما يرى الخبير العسكري محمد الصادق، الذي أكد أن هذه الاشتباكت تنتهي في الأخير بـ"وساطات" و"ترضيات" مالية.

ورغم الصفات الرسمية الممنوحة لتلك المجموعات فإنها بعيدة تماما عن الانضباط والمهنية، كما أن الإنفاق عليها من الميزانية العامة يعد هدرا للمال العام، كما يؤكد المحلل العسكري.

تجاهل اتفاق "بوستة"

ويعد هذا الاشتباك أول خرق للاتفاق الذي جرى بين قادة الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية، في اجتماع بقاعدة بوستة البحرية في 13 سبتمبر الجاري.

ورسمت خطوط تماس لمنع المواجهات بين الميليشيات، حيث إن الرأي حاليا هو تفادي الصراع قدر المستطاع، رغم وجود خلافات قديمة بينهم، حسب مصادر "سكاي نيوز عربية".