بعد انقسام داخل تحالف "إنقاذ وطن" بشأن رؤية التيار الصدري حول حل البرلمان، يعاني منافسه تحالف "الإطار التنسيقي" انقساما بدوره بشأن الاسم المرشح لرئاسة الحكومة العراقية الجديدة.
ونقلت مصادر لموقع "سكاي نيوز عربية" أن الانقسام داخل "الإطار التنسيقي" المقرب من إيران، سببه إصرار جناح فيه، يضم زعيم "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي، وزعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، على تسمية النائب محمد السوداني لرئاسة الحكومة، فيما يميل جناح يضم "ائتلاف النصر" بقيادة حيدر العبادي إلى الإبقاء على رئيس الحكومة الحالي مصطفى الكاظمي.
والجناح الأخير يهدف من موقفه هذا إلى تذويب أحد أكبر عقبات تشكيل الحكومة والخلافات حولها بين "الإطار" والتيار الصدري؛ حيث يرفض مقتدى الصدر، زعيم التيار، ترشيح السوداني؛ لأنه مقرب من خصمه اللدود نور المالكي.
بيان كشف الخلاف
وظهر هذا الخلاف في بيان صدر عن "الإطار"، الثلاثاء، يؤكد التمسك بالسوداني مرشحا لرئاسة الوزراء، وذلك بعد أن صرّح أعضاء في التكتل بإمكانية استبداله.
وسبق هذا الخلاف داخل "الإطار"، خلاف داخل تحالف "إنقاذ وطن" الذي يضم "التيار الصدري"، والحزب "الديمقراطي الكردستاني"، وتحالف "السيادة" السني، بأن اتفق الأخيرين على عدم ضرورة حل البرلمان قبل تشكيل الحكومة، فيما ما زال الصدر يصر على حل البرلمان أولا.
وتشكل تحالفا "إنقاذ وطن" المكون من شيعة وسنة وأكراد، و"الإطار" المكون من قوى شيعية، على إثر اختلاف القوى السياسية حول تشكيل الحكومة، بعد فوز التيار الصدري بانتخابات البرلمان أكتوبر 2021، وإصراره على حكومة أغلبية وطنية، فيما تريد قوى "الإطار" حكومة توافقية لتحفظ مكانتها فيها رغم خسارتها الانتخابات.
الكاظمي أم السوداني؟
وبشأن ما يحدث، يقول مصدر داخل "الإطار التنسيقي": "بالفعل هناك رؤى مختلفة بين مكونات الإطار، ولاسيما بين جناحين، أحدهما يمثله المالكي والخزعلي، ويقترب منهما إلى حدٍ ما زعيم تيار الحكمة عمّار الحكيم، ويمثل الجناح الثاني رئيس "تحالف الفتح" هادي العامري، و"ائتلاف النصر" حيدر العبادي".
وعلى هذا، فإن "بيان الإطار التنسيقي بشأن التمسك بالمرشح السوداني لرئاسة الحكومة المقبلة يمثل رؤية الجناح الأول أكثر مما يمثل رؤية الجناح الثاني"، وفق ذات المصدر الذي أوضح كذلك أن "الجناح الثاني يرى أن تصعيد الإعلامي في ظل تعقيدات المشهد السياسي غير مجدية".
وفيما يتعلق بمقترح الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة ببقاء الكاظمي على رأس الحكومة المقبلة، يقول المصدر إن "هناك ممانعة شديدة من جناح المالكي والخزعلي بشأن استمرار الكاظمي، ويذهب هذا الجناح إلى ضرورة تغييره بمحمد شياع السوداني، بينما لا يمانع الجناح الثاني من بقاء الكاظمي".
موقف منفرد
وأظهر بيان لائتلاف النصر بقيادة العبادي، بدوره، الاختلاف العميق في وجهات النظر بين مكونات "الإطار".
وجاء فيه أن "رؤية العبادي كانت وما زالت مع إيجاد اتفاق سياسي متوازن يجمع بين ما يريده الإطار والتيار معا، وضمن اتفاق وطني دستوري لحل الأزمة".
وأكد أن زعيم الائتلاف "لا يؤمن بسياسة الغَلَبة وكسر الإرادة، لأنهما يقودان إلى الاحتراب والفوضى، أو يُديمان الأزمة، وهو ما يسعى إليه البعض" بعيدا عن الوسطية التي يعتمدها الائتلاف "كخط سياسي للتعاطي مع الأزمات وبما يخدم مصالح البلاد العليا".
لقاء الصدر
ومن المرجح تشكيل لجنة من قوى تابعة لـ"التيار"، وأخرى تابعة لـ"الإطار" لمقابلة مقتدى الصدر في مقر إقامته بالنجف بعد عطلة زيارة أربعينية الإمام الحسين؛ لبحث تشكيل الحكومة.
وبحسب عضو الديمقراطي الكردستاني صبحي المندلاوي، تتألف اللجنة من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، ورئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، وزعيم تحالف الفتح هادي العامري.