توعد تنظيم داعش بتصعيد هجماته ضد قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي العاملة في شمال شرقي سوريا، بعد هجمات نفذها التنظيم أدت لمقتل ستة عناصر من الوحدات الكردية بريف الحسكة الجنوبي. وتأتي هذه الهجمات بالتزامن مع حملة أمنية تشنها قوات التحالف وقسد داخل مخيم الهول لملاحقة فلول التنظيم.
ومع الإعلانِ عن إطلاق حملة أمنية داخل مخيمِ الهول زادت هجمات خلايا تنظيمِ داعش خارجَ أسوارِ المخيم ، ويرى مراقبون أن ازديادَ عملياتِ التنظيم، تأتي لتخفيفِ الضغطِ عن المخيم، حيث شهدت مناطقُ دير الزور عملياتٍ نوعية للتنظيم الذي عاد ينشطُ في تلك المناطق.
ويقول الصحفي زانا عمر المختص بالتنظيمات الإرهابية، إن المنطقة شهدت زيادة كبيرة في العمليات خلال هذه العام حيث وصل لنحو مئة وثلاثين عملية وخاصة في الشهرين الماضيين.
ويرى زانا عمر في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن ارتفاع عمليات التنظيم الإرهابي وخاصة في دير الزور هو لهدف تخفيف الضغط على المخيم.
ووفقا لخبراء فإن ارتفاع الهجمات التي تشنها خلايا التنظيم داخلَ الأراضي السورية والتي غالبا ما تستهدفُ قواتِ سوريا الديمقراطية، هي نتيجةٌ مباشرة للظروفِ الأمنيةِ والسياسية التي تعيشها كلٌ من العراق وسوريا.
ويقول عضو مركز روج آفا للدراسات نذير صالح، إن هناك سببين لزيادة عمليات التنظيم أولها الأوضاع التي تعيشها العراق من جهة والتهديدات التركية من جهة أخرى.
ويضيف صالح في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها المنطقة ساعدت التنظيم على ترتيب صفوفه من جديد مما ساهم في إعادة إنتاج داعش في المنطقة.
وقد تمكنت عناصر من تنظيمِ داعش خلالَ اليومين الماضيين من تنفيذِ هجومين منفصلين في الريف الجنوبي لمدينةِ الحسكة راح ضحيتَهما ستةُ عناصر من قوات سوريا الديمقراطية.
و توعدَ التنظيم في منشورات له قواتِ قسد والتحالف الدولي بشنِ مزيدٍ من الهجماتِ انتقاما للحملاتِ الأمنيةِ التي تستهدف مخيمَ الهول.
ويرى مراقبون أن نوعية وطريقة الهجمات التي تشنها خلايا تنظيم داعش تعد دليل واضح على أن التنظيم نجح في استغلال الثغرات الأمنية في كل من العراق وسوريا وتحول من تهديد محتمل إلى خطر باغت.
ترحيل ودمج
وفي وقت سابق، دعا قائد العمليات الأميركية في الشرق الأوسط مايكل كوريلا، إلى إعادة الأجانب المحتجزين في مخيم الهول المكتظ في شمال شرق سوريا إلى بلدانهم من أجل إعادة دمجهم وتأهليهم.
كوريلا الذي زار المخيم خلال الأيام الماضية، أكد أن الحل الوحيد للنظر في أمر المقيمين في مخيم الهول ومعظمهم من النساء والأطفال، هو ترحيلهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم مشيرا إلى أنه لا يوجد حلا عسكريا لهذه الأزمة.
ويعاني المخيّم من اكتظاظ ومن وضع "كارثي" بحسب بعض المنظمات غير الحكومية، ومن توترات أمنية بين نزلائه، ونزلاؤه ومعظمهم من أفراد عائلات عناصر في تنظيم داعش، وعدد كبير منهم أجانب، بالإضافة الى نازحين سوريين ولاجئين عراقيين.
وتشرف على مخيّم الهول قوات سوريا الديموقراطية التي يعدّ الأكراد عمودها الفقري، والتي كانت رأس حربة، بدعم من واشنطن، في دحر التنظيم الإرهابي الذي سيطر على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا بين 2014 و2019.