قتل محتج وأصيب العشرات خلال مسيرات شارك فيها الآلاف في الخرطوم وعدد من مدن السودان، الأربعاء، للمطالبة بالحكم المدني وتحقيق العدالة.

ماذا حدث؟

• منذ ساعات الصباح الأولى، انتشرت قوات الأمن بكثافة وأغلقت شوارع رئيسية وسط الخرطوم، مما أدى إلى شلل كامل في الكثير من مناطق العاصمة.

• استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة لتفريق المحتجين، الذين تجمعوا بأعداد كبيرة في شارع المطار المؤدي للقيادة العامة للجيش ومناطق حيوية أخرى في العاصمة.

• قالت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان إن شابا توفي إثر إصابته بعبوة غاز مسيل للدموع في الرأس، ثم تعرضه للدهس في الخرطوم.

وتستمر الاحتجاجات في السودان لأكثر من 10 أشهر، رفضا للإجراءات التي اتخذها الجيش في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، التي أنهت الشراكة التي كانت قائمة بين الشقين المدني والعسكري منذ إسقاط نظام البشير بعد احتجاجات انطلقت أبريل 2019.

وقتل في الاحتجاجات حتى الآن 117 شخصا، وأصيب أكثر من ألفين.

أخبار ذات صلة

الصحفيون السودانيون ينتخبون أول نقابة لهم منذ 33 عاما
البرهان يجري تعديلا كبيرا في قيادة الجيش السوداني

ماذا يطلب المحتجون؟

تطالب لجان المقاومة والقوى السياسية التي تقود الاحتجاجات الحالية بسلطة مدنية كاملة، وإنهاء كافة ما ترتب على إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر، والاستمرار في تفكيك نظام الإخوان، وتوحيد الجيش وفقا لأسس مهنية متفق عليها، وتحقيق العدالة لقتلى الاحتجاجات الحالية، إضافة إلى المئات ممن قتلوا في فض اعتصام أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم في الثالث من يونيو 2019.

وتأتي الاحتجاجات الجديدة في ظل حالة من الاحتقان والجمود السياسي، بعد رفض قطاعات واسعة من السودانيين مبادرتي "أهل السودان" و"التوافق الوطني"، معتبرين أنهما تجاهلتا بشكل كامل القضايا الجوهرية ومطالب الشارع، وأسستا لإعادة إنتاج نظام الإخوان وواجهاته.

السفير الأميركي: سنعمل مع كل الأطراف للوصول لحل للأزمة

ونصت مبادرة "أهل السودان" على منح الجيش جميع السلطات السيادية العليا في البلاد من خلال مجلس أعلى للدفاع، كما أقرت إعادة أموال وأصول وأراض تقدر قيمتها بملايين الدولارات، نهبتها عناصر من المؤتمر الوطني - الجناح السياسي لتنظيم الإخوان - إبان فترة حكمهم، قبل أن تستردها اللجنة الوطنية التي كلفت استردادها في أعقاب إطاحة نظام البشير.

الموقف الدولي

جددت دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) وبلدان الاتحاد الأوروبي، التأكيد على أنها لن تدعم أي حكومة يقودها رئيس وزراء يتم تعيينه من دون توافق المدنيين.

وأكدت الولايات المتحدة على لسان سفيرها جون غودفري الذي وصل الخرطوم الأسبوع الماضي، التزامها الكامل بدعم التحول المدني في السودان.

وشدد غودفري، الذي يعتبر أول سفير لبلده في السودان بعد 25 عاما من خفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، على أن استئناف ضخ مليارات الدولارات من المساعدات الدولية المعلقة بعد إجراءات 25 أكتوبر، لن يكون ممكنا إلا بعد التحول المدني الكامل.