تواصلت المواجهات بين المجموعات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، حيث استخدمت الأسلحة الثقيلة بغزارة، وسط مناطق بها كثافة سكنية كبيرة، كما أسفرت عن عن مقتل 23 شخصا وإصابة العشرات بجروح.
ونشرت العديد من الصفحات الليبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو تظهر قذائف تتساقط على مبان سكنية في عدة مناطق، بينما كانت أشر المواجهات في منطقة باب بن غشير، حيث طال القصف العشوائي عددا من الأبراج، بالإضافة إلى مستشفيين على الأقل.
23 حالة وفاة
وأعلنت جهات طبية رسمية، سقوط 23 حالة وفاة نتيجة الاشتباكات، بينهم 17 مدنيا، وإصابة 87 آخرين، مشيرة إلى خروج 29 حالة من المستشفيات بعد تلقي الرعاية الطبية.
وفتحت فرق الإخلاء التابعة لمركز طب الطوارئ والدعم ممرات آمنة للعائلات العالقة بمناطق الاشتباكات، "رغم شدتها"، مخصصة عدة أرقام لتلقي استغاثات المواطنين.
جرائم حرب
ويقول الخبير الأمني المصري عميد سعدالدين السيد، لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ليبيا تدفع ضريبة عدم حسم ملف الميليشيات والمجموعات المسلحة، وعدم تنفيذ القرارات الدولية بحل ودمج تلك المجموعات، حيث شكلت على مدار عقد من الزمن شبكة من المصالح والمزايا التي تسعى إلى الدفاع عنها.
ويعد استخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسط التجمعات المدنية انتهاكا فاضحا للقوانين والأعراف الدولية، وقد يرقى الأمر إلى درجة جرائم الحرب، وعلى المجتمع الدولي أن يقف من أجل إنهاء النزاع، وإنفاذ إرادة الليبيين ممثلة في مجلس النواب، الجهة الشرعية في البلاد، والذي اختار حكومة باشأغا لإدارة المرحلة الحالية، حسب الخبير الأمني.
لا مجال للحوار
وتشير المعطيات إلى أن طرابلس تتجه إلى حرب شاملة، حيث تتوقع أن تزداد دائرة الاشتباكات لتشمل نطاق ما يعرف بـ"طرابلس الكبرى"، فيما تسعى القوات الداعمة للحكومة منتهية الولاية إلى دفع القوات المضادة خارج العاصمة، وفق المحلل السياسي الليبي أحمد المهداوي.
و"لا مجال للحوار الآن"، كما يتحدث المهداوي، الذي أشار إلى أن الاحتكام الآن للسلاح، في حين لا يوجد موقف حقيقي للأمم المتحدة من أجل التدخل وإيقاف المواجهات، حيث تريد أن تبقى بعيدا و"على الحياد" في هذا الصراع.
إدانة دولية
ودانت الولايات المتحدة "تصاعد العنف" في طرابلس، داعية إلى "وقف فوري" لإطلاق النار، وإلى محادثات تيسّرها الأمم المتحدة بين الأطراف المتصارعة.
وطالب السفير الأميركي لدى لبييا، ريتشارد نورلاند، "بإنشاء ممرّات إنسانية لإجلاء الضحايا والمدنيين المحاصرين في تقاطع النيران"، مرجعا تدهور الموقف سريعا إلى "الجمود السياسي الذي استمر فترة طويلة".
وبالمثل كان موقف بريطانيا وإيطاليا، حيث دعا كل منهما إلى استعادة الاستقرار بالعاصمة، وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها العميق من ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين، مما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات".