تنافس صحفيتان للفوز بمنصب نقيب الصحفيين السودانيين في انتخابات النقابة المقرر إجراؤها، السبت، وسط تنافس محتدم بين 8 مرشحين، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة قيادة النقابة إذا فازت إحدى المرشحات.
ويتأهب أكثر من ألف صحفي سوداني يعملون في وسائل إعلام محلية وإقليمية ودولية للمشاركة في عملية التصويت لاختيار النقيب، التي تجرى لأول مرة منذ نحو 33 عاما بعد استيلاء الإخوان على السلطة في العام 1989.
وتعتبر هذه هي المرة الأولي في تاريخ الصحافة السودانية التي تترشح فيها صحفيات للمنصب الذي كان حكرا على الرجال طوال عمر الصحافة السودانية الذي يمتد لأكثر من 100 عام.
وعلى الرغم من بروز المرأة في الصحافة السودانية منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي وتوليها مناصب صحفية مهمة كرئيس تحرير أو سكرتير عام تحرير، إلا أنها لم تتولى مطلقا منصب نقيب الصحفيين.
وقبل بروزها بشكل علني في العمل الصحفي؛ كانت المرأة السودانية تعمل في عالم الكتابة بأسماء مستعارة ومن ثم خرجن للعلن في أقسام محددة مثل الصفحات الخاصة بالمرأة والطفل والمطبخ والفنون والمنوعات والأدب قبل أن يشكلن خلال الفترة الأخيرة قوة مؤثرة في الصحافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتحقيقات الاستقصائية الجريئة؛ لكن توليهن المناصب صحفية قيادية ظل محدودا للغاية.
ويؤكد الخبير الإعلامي علي شمو أنه ليس هناك ما يمنع أن تتقلد المرأة منصب نقيب الصحفيين مادامت المرأة مؤهلة للمنصب.
ويقول شمو لموقع "سكاي نيوز عربية" إن المرأة تشكل أحد أبرز ملامح تطور العملية الصحفية في السودان، لكنه يشير إلى أنه ورغم تمتع الكثير من الصحفيات بقدر كبير من الكفاءة، إلا أن القليل منهن فقط وصلن إلى مواقع قيادية.
وفي ذات السياق؛ تشير لبنى عبدالله رئيسة ما بعرف بـ"كيان الصحفيات"، الذي يضم عدد من ممارسات المهنة، إلى أنه رغم إنشاء الكيان الجامع للصحفيات منذ عدة أعوام، إلا أنه ليست هنالك أرقام محددة لعدد الصحفيات العاملات في الصحف حاليا وذلك بسبب الإحلال والإبدال الذي يحدث بصورة متكررة.
وتقول عبدالله لموقع "سكاي نيوز عربية" إن إحصائية رسمية توضح أن 219 صحفية عملن في العام 2011 في مؤسسات صحفية مختلفة، لكن 4 منهن فقط وصلن لمنصب رئيس التحرير، بينما تولت 12 رئاسة أقسام بصحف ومؤسسات إعلامية مختلفة.
واعتبرت عبدالله أن ترشح صحفيتين لمنصب نقيب الصحفيين يمثل دليل عافية وبارقة أمل بتحسين أوضاع الصحفيات السودانيات مستقبلا.
وفي ذات السياق، ترى ميرفت حمد النيل القيادية بتجمع المهنيين السودانيين أن تمثيل المرأة في قوائم المرشحين الحالية لمجلس نقابة الصحفيين أقل من المأمول كثيرا.
وأوضحت حمد النيل لموقع "سكاي نيوز عربية" أن إحدى القوائم ضمت 16 امرأة مقابل 24 رجل، في حين ضمت أخرى 10 صحفيات فقط مقابل 30 صحفي".
وتؤكد درة قمبو إحدى المرشحتان لمنصب النقيب ارتفاع الوعي بالدور النسوي في العمل الإعلامي؛ وتقول لموقع "سكاي نيوز عربية": "تزايدت أهمية المرأة كثيرا خلال الفترة الأخيرة وذلك بسبب انتشار الفضائيات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية بعد الثورة".
وتشدد قمبو على أن الفرصة باتت الآن مواتية لتثبيت الدور التوعوي للصحفيين تجاه قضايا التحول الديمقراطي خاصة فيما يتعلق بالمفاهيم، التي تقلل من دور النساء، بحسب تعبيرها.
وأشارت قمبو على ضرورة أن تتركز نظرة الصحفيين على الكفاءة والقدرات الصحافية والشخصية المتوفرة في شخصية المترشحين للمنصب بعض النظر عن كون المرشح امرأة أو رجل.
أما المرشحة الأخرى شيرين أبو بكر وهي أصغر المرشحين لمقعد نقيب الصحفيين، فتؤكد أن المرأة أثبتت جدارتها في جميع المناصب الرفيعة التي أسندت إليها.
وتقول أبو بكر لموقع "سكاي نيوز عربية" إن عاملي النوع والعمر يجب أن لا يكونا عائقا أمام عملية الاختيار، كون الكفاءة والعمل بروح الفريق هي أهم ما يجب أن يحدد مؤشرات الاختيار.