أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم"، الأربعاء، أن الطائرة المسيرة التي أسقطها الجيش الوطني الليبي في سماء مدينة بنغازي، تتبع قواتها العاملة بالقارة.
وسبق أن أعلنالجيش الليبي في بيان، الإثنين، أن أسلحة الدفاع الجوي أسقطت الطائرة قرب منطقة الرجمة، وهي مقر القيادة العامة للجيش، والقريبة من قاعدة بنينا الجوية.
وفتحت "أفريكوم" تحقيقًا في ملابسات سقوط الطائرة، حسب ما نقله موقع "ستارز آند سترايبس" الأميركي، عن مصادره داخل الجيش الأميركي.
هدف الطائرة
وعن سبب تحليق الطائرة في بنغازي، نقل "ستارز آند سترايبس"، المتخصص في الشؤون العسكرية، وتحديدًا الجيش الأميركي، أنها "كانت تقوم بمراقبة المنطقة قبل اجتماعات دبلوماسية" دون تفاصيل أخرى.
إلا أن الناطق باسم "أفريكوم" تيموثي بيتر، صرح بأن الطائرة حلقت فوق بنغازي "لدعم الالتزامات الدبلوماسية" لمبعوث الولايات المتحدة إلى ليبيا وسفيرها هناك ريتشارد نورلاند، المقرر أن يزور المنطقة الشرقية قريبًا.
ولم تفصح المصادر لموقع "ستارز آند سترايبس" عن نوع الطائرة، لكنه بمقارنة الصور المتداولة لحطامها رجح أنها نوع "MQ-9 Reaper".
كان يطلق على الطائرة "إم كيو-9 ريبر" اسم "بريداتور (المفترس) ب"، وهي من إنتاج شركة "جنرال أتوميكس" الأميركية، ومصممة على أساس "إم كيو-1 بريداتور"، لكنها أكبر منها كثيرًا، ويمكن استخدامها كقاذفة للصواريخ، بالإضافة إلى دورها في الاستطلاع.
وأول طيران لها كان 2 فبراير 2001 في أفغانستان، ويحركها محرك توربو قدرته 900 حصان، بينما يبلغ وزنها خمسة أطنان، وتستطيع حمل صواريخ موجهة وقنابل بأوزان تصل إلى 1.7 أطنان، وهي تعمل على مدى 3000 كيلومتر، ويبلغ ثمنها 11.5 مليون دولار.
لا تنسيق مع الجيش الليبي
وتعليقًا على بيان "أفريكوم"، صرح المسؤول الإعلامي في الجيش الوطني الليبي، عقيلة الصابر، بأنه لم يكن هناك أي تنسيق مع الجانب الأميركي بشأن تحليق تلك الطائرة، لكن الجيش على علم بالزيارة المرتقبة للسفير الأميركي.
ورغم حداثة الطائرة والتكنولوجيا المتطورة الخاصة بها، فإن بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات نجحت في التعامل معها؛ نظرًا لأنها اقتربت من مكان مهم للغاية، وهو مقر القيادة العامة للجيش وأيضًا قاعدة بنينا الجوية، بينما لم تقع أي خسائر جراء سقوطها في منطقة المقزحة ببنغازي، حسب الصابر.
جاهزية الدفاع الجوي
سرعة تعامل الجيش مع الطائرة، يرى الخبير العسكري الليبي صالح عبد الله، أنها أظهرت جاهزية عالية لوسائط الدفاع الجوي في الرصد والتصدي.
وفي تعليق لموقع "سكاي نيوز عربية"، أشار عبد الله إلى أن حوادث مشابهة لتحليق الطائرات تجري باستمرار في المنطقة الغربية، لكن دون رد فعل من الجماعات المسلحة المسيطرة هناك.
لكن الجيش الليبي يشغل عدة منظومات للدفاع الجوي تغطي المنطقة الشرقية والجنوبية، ولذا التأمين مختلف عن المنطقة الغربية.
والمنطقة الغربية، وفيها العاصمة طرابلس، تقع تحت سيطرة الميليشيات السنوات الأخيرة، بينما تقع المنطقة الشرقية، التي بها مقر القيادة العامة للجيش، تحت سيطرة الجيش منذ أن طرد منها الميليشيات في معارك "عملية الكرامة" بعد عام 2014، فيما وقفت تدخلات خارجية أمام معاركه لطرد الميليشيات من غربي البلاد.
ليست المرة الأولى التي تسقط فيها الدفاعات الجوية للجيش الليبي طائرة "MQ-9 Reaper"، ففي نوفمبر 2019 أسقطت طائرة من نفس الطراز تتبع سلاح الجو الإيطالي قرب ترهونة غرب ليبيا، وتلتها أخرى تتبع الأفريكوم فوق طرابلس، حسب تصريح لمؤسسة "سلفيوم للدراسات والأبحاث