دخلت العاصمة السودانية في حزام الأمطار الغزيرة التي تحدث فيضانات كبيرة في السودان، قبل 3 عقود، لكن في العامين الآخرين تسببت الفيضانات في إحداث خسائر بشرية ومادية كبيرة بفعل التغير المناخي، على ما يقول مسؤولون وخبراء.
ويعتبر مسؤولون ومراقبون أن التغير المناخي، واحد من أبرز الأسباب التي فاقمت من ظاهرة مياه الخريف، وهي عبارة عن فيضانات تتشكل إثر أمطار غزيرة تتساقط أواخر فصل الصيف وبداية فصل الخريف.
ويأتي هذا الأمر في ظل ضعف البنية التحتية والتوسع الكبير في البنية التحتية والتعدي الخطير على مجرى النيل في وسط العاصمة السودانية.
ويؤكد مختار صابر مدير عام وزارة البنية التحتية بولاية الخرطوم لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مياه الخريف غالبا ما تشكل عبئا ملحوظا على البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وصرف صحي.
ويوضح صابر أن الطبيعة الطبوغرافية للخرطوم لا تساعد على انسياب المياه بالشكل المطلوب خصوصا في حالة الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات.
وقال: "التغير المناخي واحد من الأسباب التي تفاقم أزمة الخريف، إذ إن الخرطوم حتى العام 1988 كانت خارج نطاق حزام الأمطار الغزيرة لكن تحولا كبيرا حدث بعد ذلك، إذ تشهد هطول أمطار غزيرة للغاية في بعض المواسم مما يشكل ضغطا على البنية التحتية الموجودة".
ورغم أن استشاري الإرصاد الجوي حسن حسن يؤكد أن الخرطوم كانت قبل الثمانينيات تشهد هطول امطار غزيرة تصل في بعض الأحيان إلى متوسط 160 ملم، إلا أنه اتفق مع صابر حول مسؤولية التغير المناخي في السيول وتراكمات المياه التي عادة ما تسبب دمارا هائلا في العديد من مدن العاصمة الثلاثة.
ويقول حسن لموقع "سكاي نيوز عربية" إن التغير المناخي أسهم بشكل مباشر في زيادة الهجرة من الريف إلى الحضر، مما أدى إلى توسع أفقي كبير فتح الباب أمام إنشاء مناطق سكنية في مناطق منخفضة وعلى مجاري طبيعية للسيول الموسمية.
وأضاف أن هذا كله أدى إلى تأثيرات كبيرة خلال فترة الخريف قادت إلى تدفقات هائلة للمياه، وتسببت بالتالي في أضرار بالغة على البنية التحتية والمناطق السكنية.
ويرى حسن أن التعدي على مجرى النيل في الخرطوم، زاد من مخاطر التلوث والخسائر الناجمة عن الفيضانات والتغير المناخي.
وفي ظل الارتفاع غير المسبوق لمنسوب النيلين الأزرق والأبيض باتت معظم مناطق الخرطوم تحت تهديد الفيضانات.
وخلال العامين الماضيين تسببت الفيضانات والسيول في مصرع العشرات من الناس وهدم الآلاف من البيوت والمنشآت العامة في الخرطوم.