يستعد العراق لاستقبال دفعة جديدة من العائلات العراقية الموجودة في مخيم الهول شرقي سوريا، وسط تقديرات بأن يكون عددها قرابة 150 عائلة، بحسب وزارة الهجرة والمهجرين العراقية.
وتأتي هذه الخطوة فيما تثار الأسئلة حول آليات اختيار هذه العوائل للعودة، وكيفية التأكد من عدم وجود مندسين ومتنكرين دواعش بينهم.
وللحديث عن تفاصيل هذه العودة المرتقبة لعدد من العائلات العراقية، يقول علي عباس، المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية"، "نعم هناك نية لنقل عائلات عراقية موجودة في مخيم الهول السوري بواقع نحو 500 عائلة خلال هذه السنة، حيث تم مثلا قبل نحو شهرين نقل 153 عائلة عراقية من هناك، ويتوقع نقل 100 إلى 150 عائلة أخرى خلال الفترة المقبلة".
ويضيف المسؤول العراقي "هذه العائلات المشمولة بالعودة إلى العراق يتم تدقيق سجلاتها أمنيا، حيث تذهب لجان للمخيم تتكون من مختلف الجهات والوكالات الأمنية العراقية لدراسة ملفاتهم وتقييمها على مدى نحو أسبوعين، كما تتم مراجعة وتدقيق ما تنجزه تلك اللجان في العاصمة بغداد مرة أخرى، ومن ثم يتم استقبال العائلات العائدة من الهول".
عشرات الآلاف
يضيف عباس "كان هناك 30 ألف عراقي في مخيم الهول، لكن مع تنظيمنا لعمليات إعادة لعدد من العائلات من هناك فإن العدد الآن هو بحدود 27 ألف عراقي بمخيم الهول”
وفيما تثار الأسئلة حول ما إذا كانت بغداد ستستقبل الدواعش العراقيين، وهل ما زالت هناك عائلات داعشية عراقية بالمخيم، يرد المتحدث الرسمي بإسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية "لا، طبعا، حيث لا تشمل خططنا لإعادة المواطنين والعائلات العراقية، بأي شكل دواعش إرهابيين من العراق".
ويضم مخيم الهول ما يتراوح بين 60 إلى 70 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، الذين نزحوا بسبب الحروب في العراق سوريا والمعركة ضد تنظيم داعش، ونصفهم تقريبا من العراقيين وربعهم من السوريين، فيما يتم إيواء نحو 10 آلاف أجنبي في ملحق آمن، فيما يقال إن كثيرين من الموجودين في المخيم من أشد المؤيدين لداعش.
أغلبهم أطفال
وحسب بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، فإن 90 في المئة من ساكني مخيم الهول حاليا هم من النساء والأطفال.
ويعود تاريخ إنشاء مخيم الهول إلى تسعينيات القرن الماضي، عندما أنشأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيما على مشارف بلدة الهول شرق سوريا على مقربة من الحدود بين العراق وسوريا وبالتنسيق مع الحكومة السورية، لاستقبال آلاف النازحين واللاجئين العراقيين بعيد حرب الخليج الثانية.
وبعد ظهور تنظيم داعش وسيطرته منذ العام 2014 على مساحات شاسعة من العراق وسوريا بما فيها بلدة الهول نفسها، والتي حررتها قوات سوريا الديمقراطية بمساعدة قوات التحالف الدولي ضد داعش في العام 2015، نشطت حركة النزوح إليه مجددا وخاصة من محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل بشمال العراق، ليكتظ بعشرات آلاف اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، وهو يعد الآن أكبر مكان لاحتجاز الدواعش وعائلاتهم في العالم.