أطلق القائمون على برنامج "مصر بتتكلم أخضر" فعاليات البرنامج في محافظة البحر الأحمر، على الساحل الشرقي لمصر، ضمن سلسلة طويلة ومكثفة من الأنشطة التي ترعاها الحكومة المصرية والجهات المهتمة بالمناخ للحد من توغل التغير المناخي في البلاد.
كما تأتي فعاليات البرنامج لرفع الوعي، ضمن الاستعدادات المصرية لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27"، في منتجع شرم الشيخ نوفمبر المقبل، بحضور حوالي 30 ألف مشارك من 196 دولة.
ووفق كريم محروس، منسق عام برنامج "مصر بتتكلم أخضر"، استضافت المكتبة العامة في مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر، لقاء بين عدد من فريق عمل البرنامج والأطفال لتعريفهم بخطورة استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام على الحياة البحرية ومستقبل السياحة في المدينة.
وبشكل عملي، شارك الأطفال في ورشة صناعة السجاد من الأكياس كوسيلة لإعادة تدوير البلاستيك، واختتمت الفاعلية بورشة رسم تعبيري للأطفال عن تصورهم لمشكلة التلوث والآثار السلبية للتغيرات، وقد عكست رسومات الأطفال وعيا كبيرة، وقدموا حلولا مبتكرة للمشكلة، بحسب محروس.
والبرنامج دشنته جمعية التنمية الفكرية والبيئية بداية هذا العام مع شركائها التنمويون، وانطلق من واحة سيوة غربي مصر، ثم تنقلت فعاليته بين المحافظات، ومقرر أن تستمر حتى انعقاد قمة المناخ.
قمة فاصلة
ويعقد العالم آمالا واسعة على قمة المناخ المقبلة في شرم الشيخ، في وضع حلول عملية للحد من التغيرات المناخية الخطيرة التي تزحف على الكثير من الدول، وتسببت في تغير درجة الحرارة، وما يعكسه هذا على المحاصيل الزراعية والأنشطة الصناعية وما يتبع ذلك من تغييرات سكانية "ديموغرافية" طارئة.
وتحظى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي تنعقد على أساسها القمة، بعضوية شبه عالمية، وهي المعاهدة الأم لاتفاق باريس بشأن تغير المناخ لعام 2015، والتي تهدف إلى الحفاظ على ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية هذا القرن إلى أقل من درجتين مئويتين، ودفع الجهود الرامية للحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وحذرت كبيرة المسؤولين المعنيين بتغير المناخ في الأمم المتحدة، باتريشيا إسبينوزا، من أن تغير المناخ يتقدم باطراد.
تحديات لمصر
ويقول الدكتور سمير طنطاوي مدير مشروع التغيرات المناخية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن مصر، في إطار تنظيمها للقمة، أعدت 15 مبادرة تشمل النقل المستدام، وتدوير المخلفات، وصحة المرأة، والانتقال إلى الطاقة النظيفة، والمدن المستدامة، وتدابير التكيف في قطاع المياه والزراعة، والسلام المناخي، والتكيف من خلال إجراءات صديقة للبيئة.
ويضيف طنطاوي في تصريحات نشرها موقع "أخبار الأمم المتحدة"، مطلع الشهر الجاري، أن قمة المناخ "تعتبر دعاية لمصر على المستوي الدولي وتضع مسئولية كبيرة على الحكومة المصرية لإنجاح التنظيم".
كما أشار لتحديات تواجهها مصر مع المناخ، ومنها تعرض محافظة أسوان جنوبي البلاد لعواصف وثلوج وأمطار غزيرة للمرة الأولى.
ووضعت القاهرة "الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050" وتعمل في خطين متوازيين، هما تقليل الانبعاثات باستخدام وسائل حديثة في كافة القطاعات، والتكيف مع التغيرات المناخية المحتملة في الزراعة والموارد المائية والمناطق الساحلية والصحة.