تزداد أعداد الحالمين بالجنة الأوروبية من المهاجرين غير النظاميين كلما تعمقت الأزمات السياسية والاقتصادية في بلدانهم.
وتتنوع مسالك الهجرة السرية في شمال أفريقيا عبر رحلات عبور البحر والبر الصعبة باتجاه أوروبا انطلاقا من إيطاليا كما يحدث دائما أو من صربيا ورومانيا وألبانيا كما ظهر في الأشهر الأخيرة.
ونقل المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في أخر تقاريره عن بيانات أمنية لوزارتي الداخلية في تونس وإيطاليا أن أكثر من 20 ألف تونسي هاجروا بطرق غير شرعية خلال عام ومن بينهم 3670 شخصا هاجروا انطلاقا من تركيا وصربيا ورومانيا وألبانيا ودول البلقان لدخول المنطقة الأوروبية.
وقال الناطق الرسمي باسم المنظمة رمضان بن عمر، في تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، إن التونسيين هم الأكثر عددا من بين المهاجرين من مختلف الجنسيات الذين وصلوا إلى إيطاليا هذا العام بطرق غير شرعية بنسبة 18 بالمئة.
وأكد بن عمر أن تونس مثلت خلال الثلاث سنوات الأخيرة نقطة انطلاق للهجرة غير النظامية المكثفة للشبان والعائلات التونسية ولحاملي الجنسيات الأخرى من الباحثين عن فرص للوصول للضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط عن طريق السواحل التونسية بسبب العوامل المناخية المناسبة وقرب المسافة من إيطاليا.
يشار إلى أن السلطات الأمنية في تونس أعلنت عن إحباط عمليات هجرة سرية لأكثر من 27 ألف مهاجر في نفس الفترة الزمنية فيما أكدت السلطات الإيطالية وصول الألاف دوريا إلى أراضيها مبحرين من تونس وليبيا على متن قوارب متهالكة وأغلبهم قادمين من أفغانستان وباكستان والسودان وإثيوبيا والصومال.
هذا وكشفت تقارير المنظمات الإنسانية عن انخراط الالاف من المهاجرين السريين من بينهم تونسيين في رحلات تمر عبر مسالك جديدة باتجاه أوروبا انطلاقا من تركيا إلى صربيا ومنها إلى دول أوروبية مختلفة.
وتلقى هذه المسالك المتجددة للهجرة غير الشرعية إقبالا كبيرا لأن الدخول إلى صربيا وعدد من دول أوروبا الشرقية لا يتطلب الحصول على تأشيرة وقد انخرطت فيها عائلات بأكملها وآلاف الشبان في الأشهر الماضية.
وأكد المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر أنهم تفطنوا في الأشهر الماضية إلى وجود طريق جديدة للهجرة غير الشرعية تمر عبر دول البلقان وتحديدا صربيا و"شهدت الطريق زخما منذ أكتوبر الماضي بعد وصول 775 مهاجرا غير نظاميا إلى صربيا خلال شهر وأكثر من 3000 خلال عام دون اعتبار المهاجرين غير المرئيين الذين وصلوا صربيا دون اعتراضهم من السلطات".
وأضاف بن عمر أن "الطريق الجديد للهجرة السرية عوض طريق البحر المتوسط الذي أصبح يطيح سنويا بمئات الضحايا والمفقودين على السواحل التونسية ما دفع الحالمين بالهجرة لاختيار طريق صربيا تركيا رغم كلفته الباهظة ومخاطر التحيل والإيقاف".
وكشف الناشط في المجتمع المدني أن شبكات تهريب المهاجرين إلى أوروبا عبر طريق تركيا صربيا تنشط على منصات التواصل الاجتماعي وتستعمل التطبيقات لاستقطاب الشباب للهجرة السرية وتوثيق شهادات العابرين منهم.
وأضاف "ما يدفع الشباب نحو مخاطر الهجرة السرية هو الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وسياسات تشديد إجراءات الدخول للفضاء الأوروبي بطريقة نظامية ".
ومن جهته أوضح رئيس المرصد التونسي لحقوق الإنسان مصطفى عبد الكبير في تصريحات للموقع أن طريق الهجرة السرية عبر صربيا هي طريق قديمة متجددة عوضت انطلاق القوارب من السواحل التونسية والليبية برحلة تبدأ بجسر جوي نحو تركيا وصربيا ثم برا نحو باقي دول أوروبا.
وقال عبد الكبير إن شبكات تهريب متعددة الجنسيات تنشط لنقل الالاف من المهاجرين غير النظاميين الحاملين لجنسيات مختلفة والهاربين من ظروف بلدانهم الأمنية أو الاقتصادية والاجتماعية.