خرج آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم، اليوم الأحد، للاحتجاج والمطالبة بالحكم المدني وتحقيق العدالة وعودة العسكر إلى ثكناتهم.
ومنذ الخامس والعشرين من أكتوبر، يعيش السودان أوضاعا مضطربة بسبب الاحتجاجات المتواصلة والرافضة للإجراءات التي اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021.
وتصدت قوات الأمن للمحتجين واستخدمت الغاز المسيل للدموع بكثافة لصدهم قبل وصولهم إلى الشارع المؤدي إلى القصر الرئاسي. وقبيل انطلاق الاحتجاجات بساعات، تحولت منطقة وسط الخرطوم إلى ما يشبه "منطقة عسكرية"، حيث انتشرت القوات الأمنية بكثافة كما اغلقت بعض الشوارع الرئيسية.
وتتزايد المخاوف من انزلاق السودان نحو الفوضى خصوصا بعد أعمال العنف القبلية التي شهدتها البلاد خلال الأسابيع الماضية والتي أدت إلى سقوط عشرات القتلى في منطقتي النيل الأزرق المتاخمة للحدود الإثيوبية؛ وكسلا في شرق البلاد.
وفي ظل حالة الضبابية الشديدة التي تحيط بالمشهد السياسي وتعطل الحوار الذي تسهله الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومجموعة الإيقاد؛ تعيش البلاد أزمة طاحنة أفرزت تداعيات اقتصادية وسياسية وأمنية وصفتها الأمم المتحدة بـ"الخطيرة".
وترى القوى السياسية الفاعلة في الشارع السوداني أن حل الأزمة يكمن في إنهاء كافة ما ترتب على إجراءات الخامس والعشرين من أكتوبر والاستمرار في تفكيك تمكين نظام الإخوان وتوحيد الجيش وفقا لأسس مهنية متفق عليها وتحقيق العدالة لقتلى الاحتجاجات.
وأعلن البرهان في الرابع من يوليو انسحاب الجيش من الحوار وترك المجال للقوى السياسية لتشكيل حكومة كفاءات يتم بعدها حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للأمن والدفاع؛ لكن قوى الشارع رفضت ذلك الإعلان.