حصد فريق مكون من 3 من طلاب المدارس الحكومية الفنية بمصر، المركز الأول بمسابقة الروبوت الدولية "روبوكوب جونيور" التي أقميت في تايلاند بعد تفوقهم على 3 آلاف متسابق و400 فريق.
المسابقة تنافست فيها 45 دولة من بينها الولايات المتحدة وكندا وألمانيا والبرازيل والصين وتايلاند واليابان و كوريا والهند وكرواتيا وهنغاريا.
الفريق المصري الذي يحمل اسم "Mawaheb BG" حصد الميدالية الذهبية في المسابقة التي أقيمت على مدى أسبوع في مدينة بانكوك، وكان مشروعهم عبارة عن عن ابتكار وبرمجة روبوت قادر علي حل لغز متاهة بداخلها أطفال معرضون للخطر مثل الحرائق وغيره، ومهمة الروبوت إنقاذهم، وتشمل المتاهة تحديات وصعوبات بمستويات تصاعدية، ومفاجآت تقابل الروبوت الذي يتمكن في النهاية من حل لغز المتاهة وإنقاذ الأطفال.
الفريق المصري ضم كلا من جاسمين محمد إبراهيم، 15 سنة ، ومؤمن محمد أحمد ، 17 سنة، وكريم محمد السيد، 15 سنة .
عضو الفريق كريم محمد السيد، تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية" قائلا: "الفوز بالمركز الأول في مسابقة الروبوت الدولية كان أهم هدف لي ولزملائي في الفريق، ولذلك شاركنا أولا في البطولة المحلية وبدأنا الاستعداد لها من بداية شهر فبراير الماضي، وكانت المسابقة المحلية في نهاية شهر مارس، وحصدنا فيها المركز الأول من بين 200 فريق، فتأهلنا لتمثيل مصر في المسابقة الدولية بتايلاند".
وتابع: "أوقفنا الاستعدادات لفترة بسبب الامتحانات، وبعدها عاودنا الاستعداد وتجهيز الروبوت الخاص بنا للمشاركة في المسابقة الدولية، وبدأت الاستعدادات في بداية شهر يونيو الماضي تحديدا، وكانت الاستعدادات مكثفة ولذلك استطعنا بتوفيق من الله أن نحصد المركز الأول على مستوى العالم".
وعن التحديات التي واجهتهم قال كريم: " أول تحد كان ضيق الوقت قبل البطولة، حيث كانت المسابقة في شهر يوليو الحالي بينما بدأنا الاستعدادات والعمل على الروبوت الخاص بنا بداية من يونيو كما أشرت سابقا، وكانت التدريبات 4 أيام أسبوعيا بمعدل 9 ساعات في اليوم مما شكل ضغطا كبيرا علينا".
واستطرد قائلا: "التحدي الثاني الذي واجهنا عدم توفر الكثير من مكونات تصنيع الروبوت في مصر وكنا نستوردها من الخارج، وهذا كان يستغرق وقتا طويلا ويصرفنا عن إنهاء الروبوت في وقت مبكر للتدريب عليه وبرمجته من أجل المسابقة".
وعن التحدي الثالث قال كريم: "أصعب ما وجهناه أننا حينما وصلنا تايلاند واستلمنا الروبوت بالمطار وذهبنا إلى الفندق، اكتشفنا أنه تعرض للكسر بسبب إجراءات الشحن والتفتيش، وكان ذلك قبل المسابقة بيوم واحد، فنزلنا سريعا لشوراع تايلاند للبحث عن مادة لاصقة وقطع غيار لإصلاح الروبوت، ولكننا اكتشفنا أن محال قطع الغيار الخاصة بالروبوت مغلقة، فاضطررنا للسهر حتى الصباح لما فتحت المحلات أبوابها وهرولنا لشراء ما نحتاج وعدنا للفندق واستمرت عملية إصلاح الروبوت 4 ساعات وذهبنا للمسابقة متأخرين بسبب ذلك، وكان تركيزنا مشوشا بسبب السهر طوال الليل والقلق الذي تعرضنا له".
وأشار إلى أن التحدي الرابع بالنسبة للفريق: "كان منافسة فرق لها خبرة كبيرة في هذه المسابقة وشاركته فيها مرات عديدة من قبل، حتى أن أحد تلك الفرق كان يستعد لها ويعمل الروبوت الخاص به منذ عام 2016 حسب ما اكتشفناه، ولكننا تغلبنا على كل تلك الصعاب واستطعنا الوصول للفوز بالمركز الأول وحصاد الميدالية الذهبية".
وتابع أنه وفريقه يخططون حاليا "للمشاركة في مسابقة WRO وهي أوليمبياد الروبوت العالمية وتعتبر من أهم مسابقات الروبوت في العالم، حيث ستكون المسابقة المحلية المؤهلة لها في سبتمبر المقبل بالعاصبة الإدارية الجديدة بمصر ومن يفوز بالمركز الأول محليا يتأهل للمسابقة العالمية في ألمانيا والمقررة في نوفمبر المقبل".
مشرف الفريق المصري محمد إبراهيم، قال لموقع "سكاي نيوز عربية": "إن الفريق كان يحصل على تدريبه في في أكاديمية مواهب وهي أكاديمية متخصصة في تنمية مهارات الطلاب والأطفال في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي وتساعدهم على المشاركة في مسابقات الروبوت محليا ودوليا".
وتابع أن: "الأهم في هذا الفريق أنه من مدارس حكومية مصرية واستطاع أن يحقق المركز الأول بعد تحديات كبيرة وتصفيات شرسة مع فرق منافسة من دول متقدمة فى مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي".
وشدد على أن الفريق المصري تغلب على تحديات كثيرة واجهها حتى قبل ذهابه للمسابقة الدولية وذلك باستخدام البرمجة في تخطي الصعوبات واستغلال المتاح لتصنيع الروبوت من أجل المشاركة في المسابقة.
وقال: "ما نخططه لمستقبل هؤلاء الطلاب أن نجعلهم يستمروا في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي ويتميزوا فيه، لأن هذا هو هدفه الدولة المصرية وخطتها للمستقبل".
وأكد:" أن كل من يرغب يستطيع الالتحاق بتلك المسابقات، حيث يحصل أولا على فترة تأهيل وتدرب لمدة 6 أشهر وبعدها يمكنه الاشتراك في المسابقات المحلية ثم إذا تأهل محليا ينطلق للمشاركة الدولية".
تجدر الإشارة إلى أن "روبوكوب" هي من أكبر التجمعات التنافسية العلمية الدولية، وتهدف إلى تطوير أحدث تقنيات الروبوتات الذكية والذكاء الاصطناعي.
تأسست RoboCup في عام 1997، بهدف الوصول إلى ابتكارات يتم تطبيقها على المشكلات والصناعات المهمة اجتماعيًا، وإنشاء فرق من الروبوتات التعاونية المستقلة تماماً والتي تعرض سلوكيات واستراتيجيات تنافسية متقدمة.
وتقدم المسابقة كل عام تحديات جديدة لحل مشكلة معينة لجعلها أقرب إلى التطبيق العملي في العالم الحقيقي.