استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، بالعاصمة المصرية القاهرة اليوم الاثنين.

وعقد الرئيس المصري ونظيره الصومالي جلسة مباحثات بقصر الاتحادية، تناولت تبادل وجهات النظر والرؤى حول مجمل الأوضاع الإقليمية في منطقة القرن الأفريقي والتي حظيت بأولوية كبيرة خلال المناقشات، إضافة لتعزيز التعاون الاقتصادي والدبلوماسي ومكافحة الإرهاب، واستعادة الدور المصري في تنمية التعليم في الصومال.

تأتي زيارة حسن شيخ محمود إلى القاهرة ضمن سلسلة زيارات خارجية يقوم بها تستهدف إعادة تعزيز التعاون الدبلوماسي للتركيز على أجندته في السياسة الخارجية التي تتبنى "اتفاقا مع العالم وتصفير الأزمات".

وفي مؤتمر صحفي عقب المباحثات، أكد السيسي أن العلاقات المصرية الصومالية تميزت بتعدد الروافد، في إطار من المصالح المشتركة، مشددًا على دعم بلاده لجهود تعزيز السلم والأمن في الصومال، والقضاء على الإرهاب سعيًا لتحقيق التنمية المنشودة ومن أجل تخطي التحديات الراهنة، وتحقيق تطلعات الشعب الصومالي، ليتبوأ موقعه كعضو فاعل ومؤثر في منطقة القرن الأفريقي، وعلى المستويين العربي والقاري.

وأشار السيسي إلى أن مصر كانت في طليعة الدول التي اعترفت باستقلال الصومال عام 1960 وظلت على عهدها في مساندة الصومال، مضيفًا: "لا نزال نذكر بكل فخر، شهداء مصر الذين دفعوا حياتهم ثمنًا، لحصول الصومال على استقلاله، والحفاظ على وحدة أراضيه".

أخبار ذات صلة

في مطار وتحت حراسة مشددة.. انتخاب رئيس جديد للصومال
المشرّعون يختارون رئيسي مجلسي برلمان الصومال

 علاقات.. وتفاهمات

وبحسب الرئيس المصري، فإن محادثاته مع نظيره الصومالي عكست تقارب وجهات النظر بين البلدين، حول العديد من الملفات والموضوعات الثنائية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.

واتفق الرئيسان على العمل المشترك، لتعزيز جهود التنمية الاقتصادية في الصومال، وجهود افتتاح فرع "بنك مصر" بالصومال، التي تكللت بالنجاح في مستهل شهر يوليو الجاري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من خلال توفير التدريب اللازم، لبناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.

وتطرقت المباحثات إلى تطورات ملف سد النهضة الإثيوبي، حيث توافق الجانبان حول "خطورة السياسات الأحادية عند القيام بمشروعات على الأنهار الدولية وحتمية الالتزام بمبدأ التعاون والتشاور المسبق بين الدول المشاطئة، لضمان عدم التسبب في ضرر لأي منها".

وبشأن منطقة القرن الأفريقي، قال السيسي: "اتفقت إرادتنا السياسية نحو العمل معًا على ترسيخ الأمن والاستقرار في تلك المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية من قارتنا إضافة إلى تكثيف التعاون والتنسيق بين مصر والصومال، فيما يتصل بأمن البحر الأحمر".

من جانبه، اعتبر الرئيس الصومالي أن دعم القاهرة لبلاده "هو دعم من القلب"، ويرتبط بالعلاقات التاريخية بين البلدين ويساعد على تحقيق المصالح المشتركة في المنطقة.

وقال إنه "خلال الصعوبات والمشكلات التي واجهها الصومال على مدار العقود الثلاثة الماضية كانت مصر معنا كي تكفل عودتنا إلى تبوء موقعنا الصحيح، ولا يوجد وقت أفضل من اليوم لاستعادة هذه المكانة".

 

أخبار ذات صلة

أول رئيس مصري يطرق أبوابها.. حصاد زيارة السيسي إلى جيبوتي
التوقيت والموقع.. أبعاد استراتيجية لزيارة السيسي إلى جيبوتي

دلالات استراتيجية

وحول زيارة الرئيس الصومالي لمصر، قال أستاذ العلوم السياسية والأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، طارق فهمي، إن جملة التحركات المصرية تأتي في سياق التطورات الجارية في الصومال، خاصة أن زيارة الرئيس الصومالي تأتي بعد زيارة لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وبالتالي فالقاهرة تستهدف تحجز دورًا متقدما في منطقة القرن الأفريقي.

وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنَّ مصر لم تغب عن منطقة القرن الأفريقي كما يتصور البعض حتى في مراحل الأزمات، خاصة لارتباط تلك المنطقة بأمنها القومي والاستراتيجي.

وأشار إلى أن القاهرة تستهدف تعزيز العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية مع مقديشو، وتقديم العديد من المساعدات وأوجه الدعم للصوماليين بصورة أو بأخرى، ارتكازًا على بعد تاريخي في مسار العلاقات الثنائية، فالصومال قريبة للغاية من مصر ولعبت القاهرة دورًا تاريخياً في سنوات طويلة، وزيارة الرئيس الصومالي اليوم تعكس ذلك.

ولفت الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية إلى ضرورة النظر لنتائج زيارة الرئيس الصومالي لأنها تحمل رسائل متعددة الأطراف، بالتأكيد على أن مصر طرف فاعل ومؤثر في القرن الأفريقي بأكمله، ولم تغب عن المشهد.

ويقول سفير الصومال لدى مصر الياس شيخ عمر أبوبكر، أن زيارة الرئيس الصومالي للقاهرة من شأنها أن تدفع قدمًا بمسار العلاقات بين البلدين في كافة المجالات في ظل الرؤية الجديدة التي ينتهجها رئيس بلاده لتعزيز أواصر التعاون والتنسيق مع مصر.

وأشار إلى حرص بلاده على التشاور والتنسيق وتبادل الرؤى ووجهات النظر مع القيادة المصرية إزاء سبل التعامل مع التحديات التي تواجه المنطقة والعالم بأسره.

وأضاف أبوبكر: "لا يخفى على أحد ما يشهده العالم من توترات وتحديات غير مسبوقة، تتطلب أكثر من أي وقت مضى زيادة التعاون والتنسيق بين الدول العربية، وخاصة مصر نظرا للدور المحوري الذي تلعبه في دعم القضايا العربية".